فالصبر يحمل الإنسان على الاحتمال، وكظم الغيظ، وكف الأذى، والحلم والأناة، والرفق، وعدم الطيش والعجلة.
والعفة تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من الأقوال والأفعال، وتحمله على الحياء وهو رأس كل خير، وتمنعه من الفحشاء والمنكر من البخل والكذب والغيبة والنميمة.
والشجاعة تحمله على عزة النفس، وإيثار معالي الأخلاق والشيم، وعلى البذل والندى، وتحمله على كظم الغيظ والحلم.
فبالشجاعة يمسك عنان نفسه، ويمسك بلجامها عن النزغ والبطش.
والعدل يحمله على اعتدال أخلاقه فلا إفراط ولا تفريط.
فيحمله على خلق الجود والسخاء الذي هو وسط بين الإمساك والإسراف والتبذير.
ويحمله على خلق الحياء الذي هو وسط بين الذل والقِحَة.
ويحمله على خلق الشجاعة الذي هو وسط بين الجبن والتهور.
ويحمله على خلق الحلم الذي هو وسط بين الغضب والمهانة.
ومنشأ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة.
أما الأخلاق السافلة فمنشؤها وبناؤها يقوم على أربعة أركان:
الجهل .. والظلم .. والشهوة .. والغضب.
فالجهل يُري الإنسان الحسن في صورة القبيح، والقبيح في صورة الحسن، والنقص كمالاً، والكمال نقصاً، والحق باطلاً، والباطل حقاً، نعوذ بالله من الجهل وأهله.
والظلم يحمله على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضا، ويرضى في موضع الغضب، ويجهل في موضع الأناة، ويبخل في موضع البذل، ويبذل في موضع الإمساك، ويحجم في موضع الإقدام، ويقدم في موضع الإحجام وهكذا.