الثانية: المروءة مع الخلق، بأن يستعمل معهم الحياء والخلق الجميل، وحسن الأدب، ومكارم الأخلاق، ولا يظهر لهم ما يكرهه هو من غيره.
الثالثة: المروءة مع الحق سبحانه، بالاستحياء من نظره إليك، وإصلاح عيوب النفس قدر الإمكان، فإن الله قد اشتراها منك، وليس من المروءة تسليم المبيع على ما فيه من العيوب، وتقاضي الثمن كاملاً.
وحقوق المروءة كثيرة، وشروطها في نفس الإنسان مع الاستقامة ثلاثة:
الأول: العفة: وهي نوعان: العفة عن المحارم .. والعفة عن المآثم.
الثاني: النزاهة: وهي نوعان: النزاهة عن المطامع الدنيوية .. والنزاهة عن مواقف الريبة.
الثالث: الصيانة: وهي نوعان: صيانة النفس بالتزام كفايتها .. وصيانتها عن تحمل المنن من الناس؛ لأن المنَّة تحدث ذلة.
أما شروط المروءة في الغير فهي ثلاثة:
المؤازرة: وهي نوعان: الإسعاف بالجاه، ويكون من الأعلى قدراً، وربما كان أعظم من المال نفعاً، ومن بخل به فهو أسوأ من البخيل بماله، والإسعاف في النوائب.
الثانية: المياسرة، وهي نوعان:
العفو عن الهفوات .. والمسامحة في الحقوق.
الثالثة: الإفضال، وهو نوعان:
إفضال اصطناع، وهو ما أسداه إلى غيره جوداً وكرماً.
وإفضال استكفاف، وهو الكف عن السفهاء؛ لأن ذا الفضل لا يعدم حاسد نعمة يبعثه اللؤم على البداء بسفهه.
والفرق بين العقل والمروءة، أن العقل يأمرك بالأنفع، والمروءة تأمرك بالأجمل.