الإناء، إذا امتلأ بشيء لم يتسع لغيره: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (٢٢٢)} [البقرة: ٢٢٢].
الثاني: معرفة الله بأسمائه وصفاته، ومعرفة آلائه وإحسانه.
والمحبة ضربان:
أحدهما: محبة طبيعية، وذلك يكون من الإنسان والحيوان كحب الطعام والشراب.
الثاني: محبة اختيارية، وذلك مختص بالإنسان.
والمحبة الاختيارية ضروب كثيرة، وأفضلها حب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، ودينه وشرعه، والمؤمنين والمتحابين في الله.
والعبودية معقودة بالمحبة، بحيث متى انحلت المحبة لله انحلت العبودية.
والمرء مع من أحب، وإذا غرست شجرة المحبة في القلب، وسقيت بماء الإخلاص والمتابعة للمصطفى - صلى الله عليه وسلم -، أثمرت أنواع الثمار، وآتت أكلها كل حين بإذن ربها.
ولا يزال سعي المحب صاعداً إلى حبيبه لا يحجبه دونه شيء: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (١٠)} [فاطر: ١٠].
والأسباب الجالبة للمحبة:
قراءة القرآن بالتدبر .. التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض .. دوام ذكر الله على كل حال باللسان والقلب والعمل .. إيثار محاب الله على محاب العبد .. مطالعة القلب لأسماء الله وصفاته وأفعاله، فمن عرف الله أحبه لا محالة .. مشاهدة بر الله وإحسانه، ونعمه الباطنة والظاهرة، فكل ذلك داع إلى محبته .. انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى .. الخلوة بالله وقت النزول الإلهي لمناجاته، وتلاوة كلامه وذكره، وتعظيمه وحمده واستغفاره .. مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطيب ثمرات كلامهم .. ومباعدة كل سبب يحول بين القلب