وسبحان الله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي أحاط بكل شيء علماً، ووسع كل شيء رحمة وعلماً، الذي يعلم ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، وما في قعر البحر.
ويعلم منبت كل شعرة وحبة وشجرة، وكل زرع ونبات وثمرة، ويعلم كل ذرة وخردلة وورقة، وعدد كل كلمة ونفس، ويعلم مثاقيل الجبال، ومكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار.
ويعلم ما في القلوب وما في الصدور، والسر والجهر، ويعلم أعمال العباد وحاجاتهم وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم، لا يخفى عليه شيء من ذلك: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٥٩)} [الأنعام: ٥٩].
فتبارك الرب العظيم، الواسع العليم، الغني الحميد المجيد.
فهل يليق بالإنسان فضلاً عن العاقل، فضلاً عن المسلم أن يسأل غير الله الغني الحميد، ويقف بباب المخلوق العاجز الهزيل الضعيف؟.