للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ذكر ربه يجري مع أنفاسه:

قائماً وقاعداً .. وفي مشيه وركوبه .. وفي إقامته وسفره .. وعند نومه واستيقاظه .. وفي حال صحته ومرضه.

ومن أفضل ذكره سبحانه ذكره بكلامه كما قال سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (٢٨)} [الرعد: ٢٨].

والله سبحانه رقيب على العباد، ناظر إليهم، سميع لأقوالهم، مطلع على أعمالهم في كل لحظة كما قال سبحانه: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (٥٢)} [الأحزاب: ٥٢].

ومن راقب الله في خواطره، عصمه الله في حركات جوارحه وعلامة المراقبة:

إيثار ما أنزل الله .. وتعظيم ما عظم الله .. وتصغير ما صغر الله.

ولا بدَّ لكل إنسان من معرفتين:

أحدهما: معرفة العبد بربه .. والثانية معرفة العبد بنفسه.

فمن حصلت له هاتان المعرفتان كان أعظم الناس ذكراً لربه، ومحبة له، وإجلالاً له، وحمداً له.

والناس متفاوتون في هاتين المعرفتين:

فمن عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق .. ومن عرف ربه بالعلم التام عرف نفسه بالجهل .. ومن عرف ربه بالقدرة التامة عرف نفسه بالعجز التام .. ومن عرف ربه بالعز التام عرف نفسه بالمسكنة التامة.

وحقيقة العبد قلبه وروحه، ولا صلاح له إلا بإلهه الحق الذي لا إله إلا هو، فلا يطمئن إلا بذكره، ولا يسكن إلا بمعرفته وحبه، في كل وقت، وفي كل حال.

فالإيمان بالله ومحبته وعبادته وإجلاله وذكره، هو غذاء الإنسان وقوته وصلاحه وقوامه، وحمده وشكره ومعرفته وتوحيده قرة عين الإنسان.

والدعاء مشروع أن يدعو الأعلى للأدنى، والأدنى للأعلى.

فالأول كما كان المسلمون يستشفعون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في الاستسقاء ويطلبون منه

<<  <  ج: ص:  >  >>