الشعبة الخامسة: الأحكام المتعلقة بأفعال الناس، ومعاملة بعضهم بعضاً، من بيع وشراء، ورهن وإجارة، وصلح ومشاركة، وقضاء دين، ونحو ذلك، وتسمى هذه أحكام المعاملات.
الشعبة السادسة: الأحكام المتعلقة بعقاب المجرمين، وحفظ الأمن، وحفظ الأنفس والأعراض والأموال ونحو ذلك، مثل عقوبة القاتل والسارق والزاني وشارب الخمر، وأحكام القصاص، ونحو ذلك، وتسمى هذه أحكام العقوبات والحدود.
الشعبة السابعة: الأحكام المتعلقة بواجبات الحاكم من إقامة العدل، ودفع الظلم، وتنفيذ الأحكام والدعوة والجهاد، ونحو ذلك.
وواجبات المحكوم من السمع والطاعة في غير معصية الله، ونحو ذلك، وتسمى هذه الأحكام الأحكام السلطانية.
الشعبة الثامنة: الأحكام المتعلقة بتنظيم علاقة الدولة الإسلامية بالدول الأخرى في حال الحرب والسلم كعقد الهدنة، وعقد الذمة، ونحو ذلك وتسمى السِّيَر.
إن الإسلام هو الدين الكامل الذي أكرم الله به البشرية، وبالإسلام تتحقق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، فالله عزَّ وجلَّ خلق هذا الكون، وجعل لكل مخلوق فيه سنة يسير عليها، وبها يتحقق مراد الله منه، ويؤدي العبودية المطلوبة منه وفق سنة الله ومشيئته.
فالشمس لها سنة تسير عليها .. والقمر له سنة .. والليل له سنة .. والنهار له سنة .. والنبات له سنة .. والحيوان له سنة .. والرياح لها سنة .. والولادة لها سنة .. والبحار لها سنة .. والإنسان كذلك مخلوق من مخلوقات الله، محتاج إلى سنة يسير عليها في جميع أحواله ليسعد في الدنيا والآخرة.
وهذه السنة هي الدين الذي أكرمه الله به، وشرعه له، ورضيه له، ولا يقبل منه غيره، وسعادته وشقاوته مرتبطة بمدى تمسكه به أو إعراضه عنه، وهو مختار في قبوله أو رده، متحمل لمسئولية اختياره: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ