من شعب الإيمان، والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخوف والتعظيم والمحبة والخشية كل ذلك من شعب الإيمان، حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق.
وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة.
ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق، وبينهما شعب متفاوتة تفاوتاً عظيماً.
وشعب الإيمان قسمان: قولية .. وفعلية.
وكذلك شعب الكفر: قولية .. وفعلية.
فحقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل.
والقول قسمان: قول القلب وهو الاعتقاد، وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام.
والعمل قسمان: عمل القلب، وهو نيته وإخلاصه، وعمل الجوارح، وهي الأعمال الظاهرة فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء، وكما يكفر الإنسان بالإتيان بكلمة الكفر اختياراً، فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالسجود للصنم.
والعقوبات الشرعية أدوية نافعة، يُصلح الله بها أمراض القلوب، وهي من رحمة الله بعباده، ورأفته بهم، والدين كله شفاء ورحمة للعباد: {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٠٣)} [الأعراف: ٢٠٣].
فمن ترك هذه الرحمة النافعة لرأفة يجدها بالمريض، فهو الذين أعان على عذابه وهلاكه وإن كان لا يريد إلا الخير.
فدين الله هو طاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، المبني على محبته ومحبة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأن يكون الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أحب إليه مما سواهما، فإن الرأفة والرحة يحبهما الله