للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٠)} [سبأ: ٢٠].

ونية الشيطان في الفساد والإضلال عالمية لجميع الناس في كل زمان وفي كل مكان، فلا زال هو وذريته يعد الناس ويمنيهم، ويشاركهم في الأموال والأولاد، ويجتهد عليهم جميعاً ليفسدهم: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣)} [ص: ٨٢، ٨٣].

ورسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - وفكره لجميع البشرية كيف يؤمنون بالله، ويعملون بالحق في الدنيا، ويدخلون الجنة في الآخرة.

وفكر الشيطان وجهده على جميع البشرية كيف يكفرون بالله، ويعملون بالباطل في الدنيا، ويدخلون النار في الآخرة: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (٦)} [فاطر: ٦].

وقد كاد الشيطان نفسه قبل كيده للأبوين، وكاد ذرية نفسه، وذرية آدم، فكان مشئوماً على نفسه، وعلى ذريته، وعلى أوليائه من الجن والإنس.

أما كيده لنفسه: فإن الله سبحانه لما أمره بالسجود لآدم - صلى الله عليه وسلم -، كان في امتثال أمره وطاعته سعادته وفلاحه، وعزه ونجاته.

فسولت له نفسه الجاهلة الظالمة أن في سجوده لآدم غضاضة عليه وهضماً لنفسه.

فلما قام بنفسه هذا الهوس، وقارنه الحسد لآدم، لما خصه الله به من أنواع الكرامة دونه، فإن الله خلق آدم بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسكنه جنته، وأسجد له ملائكته.

فعند ذلك بلغ الحسد من عدو الله كل مبلغ، ولما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم سجدوا كلهم إلا إبليس أبى وقال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (١٢)} ... [الأعراف: ١٢].

فعصى الشيطان الرب المعبود، وجمع بين الجهل والظلم، والكبر والحسد، والكفر والمعصية، فطرده الله ولعنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>