فما أشنع هذا الكلام الذي نسبوا فيه الإله الحق إلى ما يأنف أسقط الناس أن يفعله بعبده؟.
وكذبوا على الله عزَّ وجلَّ في كونه تاب على آدم وغفر له خطيئته، ونسبوه إلى أقبح الظلم، حيث زعموا أنه سجن أنبياءه ورسله وأولياءه في نار الجحيم بسبب خطيئة أبيهم آدم.
ونسبوه إلى غاية السفه حيث خلصهم من العذاب بتمكينه أعداءه من نفسه، حتى قتلوه وصلبوه وأراقوا دمه، ونسبوه إلى غاية العجز، حيث عجز أن يخلصهم بقدرته من غير هذه الحيلة.
ونسبوه إلى غاية النقص، حيث سلط أعداءه على نفسه وابنه ففعلوا به ما فعلوا.
فسبحان الله كم أضل الشيطان من الأمم عن دينها بمثل هذا؟.
وهل يقول بهذا عاقل سوي؟.
إنه لا يُعلم أمة من الأمم سَبَّت ربها ومعبودها وإلهها بما سبت به هذه الأمة، فهم عار على بني آدم، مفسدون للعقول والشرائع: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٠)} [سبأ: ٢٠].
وأما شريعة النصارى ودينهم فقد تلاعب بهم الشيطان، فليسوا متمسكين بشيء من شريعة المسيح - صلى الله عليه وسلم - ولا دينه البتة:
فابتدعوا الصلاة إلى المشرق مطلع الشمس مع علمهم أن المسيح لم يصل إلى المشرق أصلاً، بل كان يصلي إلى قبلة بيت المقدس وهي قبلة الأنبياء قبله.
ومن كيد الشيطان ومكره بهم أن طوائف منهم وهم الروم وغيرهم لا يرون الاستنجاء بالماء، فيبول أحدهم ويتغوط، ويقوم بأثر البول والغائط إلى صلاته بتلك الرائحة الكريهة.