وصوره في أحسن صورة، وهي صورة آدم، وهي أحسن صور العالم كما قال سبحانه: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٦٤)} [غافر: ٦٤].
ومن إحسانه على الإنسان أن جعله عاقلاً لا معتوهاً ولا سفيهاً .. حتى يمتاز عن البهائم .. وهداه للإسلام .. وهذا أعظم أنواع الإحسان والإنعام .. وجعله من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - .. وعلمه كتابه .. وأحسن إليه بإعانته على العمل بما علم .. ووفقه لنشر ما علم بين عباده .. ليكون نور بلاده .. ويستضاء بسراجه.
وهو سبحانه المحسن الذي أحسن إلى الإنسان، وأنعم عليه بكمال الصورة، واعتدال الخلقة، وفصاحة اللسان، وحسن السمع والبصر، وسلامة البدن من نقص أو خلل، حتى يبقى صحيحاً سليماً: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٨)} ... [النحل: ٧٨].
وهو سبحانه المحسن الذي أنعم على الإنسان بانتظام الحال، واتساع المال، حتى لا يحتاج إلى أحد من الخلق في اكتساب الرزق، ويحتاج إليه غيره، وهذه وتلك نعمة يجب شكرها، إذ ليس كل أحد يعطاها.
ومن نعم الله على الإنسان ما أنعم عليه بالعصبة والعشيرة، والأصحاب والأتباع، الذين تآلفت قلوبهم على محبته وتقديره، وقاموا جنة بينه وبين أعدائه، فعاش في أمن بين جميع الخلائق، يُنظر إليه بعين الإجلال والوقار، وتقضى حوائجه حيثما كان.
ومن إحسانه إليه ما رزقه الله من الزوجة والأولاد، حتى يكون من ذريته في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - عدد وافر، وكلهم موحد لربه، ولآلائه ذاكر وشاكر.
يشتد بهم في الدنيا أزره، ويحبط بهم في الآخرة وزره بدعائهم له، وتزيد حسناته بفعلهم القرب عنه.
ومنها ما أنعم الله به عليه من صحة الجسم، وفراغ البال، ونعم الله على العباد لا