للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقيم بشرى لم يسمعوا بمثلها قط .. فلهم في الجنة نعيم بلا بؤس .. وصحة بلا سقم .. وأمن بلا خوف .. وحياة بلا موت.

قال الله تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (٣٥)} [الرعد: ٣٥].

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يُنَادِي مُنَادٍ، إِنَّ لَكُمْ أنْ تَصِحُّوا فَلا تَسْقَمُوا أبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أنْ تَحْيَوْا فَلا تَمُوتُوا أبَدًا» وَإِنَّ لَكُمْ أنْ تَشِبُّوا فَلا تَهْرَمُوا أبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أنْ تَنْعَمُوا فَلا تَبْأسُوا أبَدًا». فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣)} [الأعراف: ٤٣]» أخرجه مسلم (١).

وعن جابر - رضي الله عنه - قال: قيل يا رسول الله: هَلْ يَنَامُ أهْلُ الجَنَّةِ؟، قَال: «لا، النَّومُ أَخُو المَوْتِ» أخرجه البزار (٢).

* رفع ذرية المؤمن في درجته:

يرفع الله ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل .. لتكمل سعادته بهم .. ويزداد سروره بقربهم.

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (٢١)} ... [الطور: ٢١].

* صفة سوق الجنة:

وفي الجنة سوق لا بيع فيه ولا شراء .. يأخذ منه المرء ما شاء بلا عوض ولا ثمن .. نصبته الملائكة لأولياء الله وحزبه .. فيه من التحف والهدايا .. وما تحبه النفوس مما لا عين رأت .. ولا أذن سمعت .. ولا خطر على قلب بشر.

وهو سوق تعارف بين أهل الجنة.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا، يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو فِي وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ، فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالا، فَيَرْجِعُونَ إِلَى أهْلِيهِمْ


(١) أخرجه مسلم برقم (٢٨٣٧).
(٢) صحيح: أخرجه البزار برقم (٣٥١٧) -كشف الأستار- انظرالسلسلة الصحيحة رقم (١٠٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>