للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٥٩)} [الأنعام: ٥٩].

وقال سبحانه: {يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٤)} ... [التغابن: ٤].

وأسماء الله عزَّ وجلَّ أعلام وأوصاف .. فهي أعلام باعتبار دلالتها على مسمى واحد وهو الله عزَّ وجلَّ .. وهي أوصاف باعتبار ما دلت عليه من الصفات المختلفة الجامعة لصفات الكمال والجلال والجمال.

فهي بالاعتبار الأول مترادفة، لدلالتها على مسمى واحد وهو الله.

وهي بالاعتبار الثاني متباينة، لدلالة كل واحد منها على معناه الخاص.

فالعليم والقدير والرحيم والسميع والبصير والعزيز والحكيم، كلها أسماء لمسمى واحد وهو الله سبحانه، لكن معنى العليم غير معنى القدير، ومعنى السميع غير معنى البصير، وهكذا.

ومثل هذا أسماء كتاب الله، واسماء رسله، وأسماء اليوم الآخر، وأسماء الجنة، وأسماء النار، فلكل عدة أسماء باعتبار الصفات، ومسماها واحد باعتبار الذات.

وأسماء الله عزَّ وجلَّ توقيفية، فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه، جناية في حقه تعالى، وقول على الله بلا علم، وذلك من أعظم الذنوب، فيجب الحذر منه: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (٣٦) [الإٍسراء: ٣٦].

وأسماء الله جل جلاله غير محصورة بعدد .. لا يعلمها إلا الله .. منها ما سمى الله به نفسه .. وأنزله في كتابه .. أو علمه أحداً من خلقه .. ومنها ما استأثر به في علم الغيب عنده.

وأسماء الله تبارك وتعالى إن دلت على وصف متعد تضمنت ثلاثة أمور:

الأول: ثبوت ذلك الاسم لله سبحانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>