للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمريد ولا بالمتكلم ولا بالشائي، لانقسام تلك الأسماء.

والخلق غير المخلوق، فالخلق فعل الخالق عزَّ وجلَّ، والمخلوق مفعوله.

وأفعال الله عزَّ وجلَّ نوعان: متعد .. ولازم.

فالفعل المتعدي: كالخلق والرزق والإعطاء.

واللازم: مثل الاستواء والنزول والمجيء.

كما قال سبحانه: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (٤)} [السجدة: ٤].

فذكر سبحانه الفعلين المتعدي واللازم وهما الخلق والاستواء، وكلاهما حاصل بمشيءته وقدرته، وهو متصف به.

والمضاف إلى الله نوعان:

أحدها: صفات لا تقوم بنفسها كالعلم والقدرة، والسمع والبصر، والكلام، فهذه إضافة صفة إلى الموصوف بها كقولنا: قدرة الله، كلام الله.

الثاني: إضافة أعيان منفصلة عنه كالبيت والناقة، والعبد والرسول ونحوها، فهذه إضافة مخلوق إلى خالقه، لكنها إضافة تقتضي التخصيص والتشريف كقولنا: رسول الله، بيت الله، ناقة الله.

وأسماء الله عزَّ وجلَّ كلها حسنى، وهي لا تدخل تحت حصر، ولا تحد بعدد.

وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عما يوجب دخول الجنة منها فقال: «إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْماً، مِائَةً إِلا وَاحِداً، مَنْ أحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» متفق عليه (١).

ومعنى إحصاء أسماء الله، هو الإحاطة بها لفظاً، وفهمها معنىً، والتعبد لله بمقتضاها.

ولا يتم الإيمان بأسماء الله إلا بثلاثة أمور:

الإيمان بالاسم اسماً لله .. والإيمان بما تضمنه من صفة .. والإيمان بما تضمنه


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (٧٣٩٢)، ومسلم برقم (٢٦٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>