والتعبد به: يكون بأن نسمع كل ما فرض الله علينا سماعه أو ندب إليه كسماع كتابه وسنة رسوله، والعمل بموجبه.
وثمرة معرفة سمع الله: خوفك وحياؤك ومهابتك أن يسمع منك ما زجرك عنه من الأقوال، واجتناب كل قول لا يجلب نفعاً، ولا يدفع ضراً.
٤ - البصر: فالله بصير لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
والتعبد به: يكون بالنظر في ملكوت السموات والأرض، والنظر للآيات الكونية، وعجائب المخلوقات نظر تدبر وتفكر، والنظر للآيات القرآنية والشرعية، وما فيها من الأحكام والعبر والسنن، والعمل بموجب ذلك.
وثمرة معرفة بصره: خوفك منه، وحياؤك ومهابتك أن يراك حيث نهاك، أو يفقدك حيث أمرك.
٥ - الكلام: فالله سبحانه يتكلم بما شاء في أي وقت شاء.
والتعبد به: يكون بذكره وشكره، وتلاوة كتابه، وتعليم دينه وشرعه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إليه.
وثمرة معرفة كلام الله: معرفة ذاته وأسمائه وصفاته، ومعرفة أمره ونهيه، وما يحبه وما يكرهه.
وأسماء الله وصفاته نوعان:
أحدهما: ما لا يمكن التعبد به، لاختصاصه به سبحانه كالخالق والبارئ، والمصور والإله ونحو ذلك.
الثاني: ما يمكن التعبد به حسب الإمكان، والناس فيه رتب ودرجات.
وينبغي للعبد أن يقابل كل صفة من صفات الرب بأفضل ما يلائمها من المعاملات، فيقابل جلاله بأفضل المهابات، إذ لا جلال كجلاله، ويقابل جماله بأفضل المحبات إذ لا جمال كجماله.
فإذا تعبدت بالإحسان، فأحسن إلى كل من تقدر على الإحسان إليه، بكل إحسان تقدر عليه، فإن قربك إلى مولاك على حسب ما تتعبد به من صفاته.