ونحن نتفكر في أحوال البيت ونصلح أحواله، ولا نتفكر في أحوال العالم، وكيف يأتي الدين الكامل في حياتهم .. ؟
وسوق الدنيا عمارته بالأموال والأشياء، والبيع والشراء، وسوق الدين عمارته بالإيمان والأعمال الصالحة التي ثمرتها السعادة في الدنيا والآخرة.
وأخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله ودينه بشهوات نفسه، وأخسر منه من اشتغل عن ربه ونفسه بالناس ذماً وظلماً، وتجريحاً واحتقاراً.
وإذا أكرمك الله بنعمة فاستعملها في طاعة الله قبل أن تفارقها أو تفارقك، وإذا وضع الإنسان جهده وماله تحت شجرة الطاعة كبرت وزادت، وإذا وضع جهده وماله تحت شجرة المعصية كبرت وزادت، فهل يستويان مثلاً؟.
وإذا زاد الإيمان .. قويت الأعمال .. ثم صلحت الأحوال .. وإذا نقص الإيمان .. ضعفت الأعمال .. ثم ساءت الأحوال.
وإذا قامت الأعمال في المساجد اختفت الجرائم من الأسواق، وسبب كثرة الجرائم أن الناس يقضون أكثر أوقاتهم في أبغض البقاع إلى الله وهي الأسواق التي يركز الشيطان فيها رايته.
والمطلوب من كل مسلم استعمال جميع الصلاحيات والطاقات التي أعطاه الله لنشر الهداية والدعوة إلى الله، حتى يعبد الله وحده لا شريك له.
والواجب على الأمة أن تتعلم حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - كاملة لتستقيم على أوامر الله، وتتعلم جهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لتقيم العالم على الاستقامة على دين الله عزَّ وجلَّ.
وبسبب ضعف الإيمان، وترك الدعوة إلى الله، صارت الأمة تخاف من بطش الرؤساء والأمراء، ولا تخاف من بطش الله جل جلاله .. وتقدم جهد الدنيا على جهد الدين .. ومحبوبات النفس على محبوبات الرب .. وتؤثر الشهوات على فعل الأوامر، وتطيع المخلوق وتعصي الخالق.
وحين كانت الأمة قائمة بالدعوة إلى الله، كانت كل يوم تنزل الهداية، ويظهر