وهي سابحة في الهواء صعوداً ونزولاً، تسبق غيرها لتنفيذ أمر الله جل جلاله.
وتدبر أهل العالم العلوي والسفلي بأمر الله.
والملائكة يقومون بعبادة الله وطاعته، وتنفيذ أوامره بلا كلل ولا ملل: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (٢٠)} [الأنبياء: ٢٠].
والملائكة لا يأكلون ولا يشربون، ويموتون كما يموت الإنس والجن عند النفخ في الصور.
وللملائكة قدرة على التشكل كما جاء جبريل إلى مريم في صورة بشر كما قال سبحانه: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (١٧)} [مريم: ١٧].
وجاءت الملائكة إلى إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - في صورة بشر، وجاءوا إلى لوط - صلى الله عليه وسلم - في صور شباب حسان الوجوه، وكان جبريل يأتي إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في صورة دحية الكلبي، وتارة في صورة أعرابي يسأل عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة.
والملائكة مستقيمون في عبادتهم، يتمون الصفوف، ويتراصون في الصف، وفي يوم القيامة يأتون صفوفاً منتظمة كما قال سبحانه: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢)} [الفجر: ٢٢].
وهم معصومون من الخطأ، فهم بأمر الله يعملون: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (٦)} [التحريم: ٦].
فهم لا يفعلون إلا ما يؤمرون، فالأمر يحركهم، والأمر يوقفهم.
فسبحان من خلق هذا الخلق العظيم من الملائكة، وملأ بهم السموات السبع، وهم ملأوا السموات السبع بالتحميد والتقديس والتكبير والتهليل والاستغفار، تعظيماً وإجلالاً لربهم تبارك وتعالى.