وهي تموت بالملايين في كل لحظة بسبب البرد، أو الحر، أو الضوء أو عوامل أخرى.
ولو كانت قوية المقاومة، أو طويلة العمر لدمرت الحياة والأحياء.
فسبحان من بهرت حكمته القلوب والعقول، ومن دبر خلقه بمشيئته وحده لا شريك له.
وسبحان من خلق هذه الخلائق، وأسكنهم في ملكه، وأطعمهم من رزقه: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (٨٤)} [الزخرف: ٨٤].
وكل حي وكل كائن من هذه الحيوانات والطيور والحشرات، مزود بسلاح بتقي به هجمات أعدائه، ويغالب به خطر الفناء، في البر أو في البحر، وتختلف هذه الأسلحة وتتنوع.
فكثرة العدد سلاح .. وقوة البطش سلاح .. وبينهما ألوان وأنواع:
فالحيات الصغيرة مزودة بالسم أو بالسرعة للهرب من أعدائها.
والثعابين الكبيرة مزودة بقوة العضل، ومن ثم يندر فيها السام.
والضباء مزودة بسرعة الجري والقفز.
والأسود والسباع مزودة بقوة البأس والافتراس.
والطيور الجارحة مزودة بمخالب ومناقير تمزق اللحوم.
وبعض الأسماك مزودة بمناشير تذبح من يقترب منها.
وهكذا كل حي من الأحياء الكبار والصغار على السواء.
فسبحان من خلقها، ومن دبر أرزاقها، ومن يسر لها القوة التي تدافع بها عن نفسها.
وكل حي مزود كذلك بالخصائص والوسائل التي يحصل بها على طعامه، والتي ينتفع معها بهذا اللون من الطعام، الإنسان والحيوان، والطيور والحشرات، كل خلق الله له ما يناسبه، من الطعام والشراب والسكن.
والحيوانات تحصل على أرزاقها التي قسم الله لها بطرق شتى: