السادس: الفكر في واجب الوقت ووظيفته، وجمع الهم كله عليه، فجميع مصالح الدنيا والآخرة إنما تنشأ من حفظ الوقت، ومن أضاعه ضاعت مصالحه الدنيوية والأخروية.
ووقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وورود الخاطر لا يضر، وإنما يضر استدعاؤه ومحادثته.
واستدعاء خواطر اللهو واللعب أخف شيء على النفس الفارغة، وأثقل شيء على النفس الشريفة المطمئنة.
والله سبحانه خلق الإنسان، وخلق فيه طاقات كثيرة ينتفع بها أهمها:
الطاقة البدنية .. والطاقة العقلية .. والطاقة الروحية .. والطاقة التناسلية.
فالأولى للحركة، والثانية للعلم، والثالثة للإيمان، والرابعة للإنجاب.
ومكان الأولى في الأعضاء والجوارح .. ومكان الثانية في المخ والدماغ .. ومكان الثالثة في القلب .. ومكان الرابعة في الجهاز التناسلي.
ولا بد للمسلم من الاستفادة من هذه الطاقات للدين.
وجميع هذه الطاقات تبدأ .. ثم تقوى .. ثم تضعف .. ثم تنتهي بالموت، إلا الطاقة الروحية، فإنها تبدأ في الحياة، وتبقى بعد الموت، ولكنها معارضة بالنفس امتحاناً وابتلاء.
النفس تريد تكميل الشهوات .. والروح بما فيها من الإيمان تريد تكميل أوامر الله ومحبوباته .. والتشبه بالملائكة في الطاعة والعبادة.
وحال الإنسان وحركته مقيدة إما بنفسه وشهواته .. وإما بإيمانه وأعماله.
والمسلم لا بد أن يعبد الله على بصيرة، والبصيرة نور يقذفه الله في القلب، يرى به العبد حقيقة ما أخبرت به الرسل، كأنه يشاهده رأي عين.
والبصيرة ثلاثة أقسام، من استكملها فقد استكمل البصيرة:
الأولى: بصيرة العبد في أسماء الله وصفاته وأفعاله.