يميز به بين الحق والباطل .. والصادق والكاذب .. والطيب والخبيث.
ويميز به بين ما يحبه الله ويرضاه، وبين ما يبغضه ويسخطه من الأقوال، والأعمال، والأخلاق والأعيان.
وفي كل إنسان ثلاث قوى:
قوة البدن .. وقوة العقل .. وقوة القلب.
فقوة البدن يشترك فيها الإنسان مع الحيوان.
وقوة العقل يشترك فيها المسلم والكافر.
وقوة القلب خاصة بالمسلم، وهي مكان دعوة الرسل، حيث اجتهدوا على قلوب البشر، حتى امتلأت بتوحيده وعظمته ومحبته، والخوف منه، والتلذذ بعبادته وطاعته، والإيمان به.
فعلى المسلم أن يستفيد من هذه الطاقات، ويسخرها للدين لتصلح حاله وأحوال العالم من حوله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (١٦)} [الحديد: ١٦].
إن كل ما في الوجود مما سوى الله فهو فعل الله وخلقه.
فكل ذرة من الذرات .. وكل قطرة من القطرات .. وكل حركة من الحركات .. وكل مخلوق من المخلوقات .. كل ذلك فيه آيات وعجائب .. تظهر بها حكمة الله وقدرته .. وجلاله وعظمته .. وإحصاء ذلك غير ممكن.
والمخلوقات التي خلقها الله قسمان:
الأول: ما لا يعرف أصلها فلا يمكننا التفكر فيها، فكم من الموجودات التي لا نعلمها، بل نسبة ما نعلمه إلى ما لا نعلمه كالقطرة بالنسبة للبحر، وقد قال سبحانه: {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٨)} [النحل: ٨].
الثاني: ما يعرف أصلها وجملتها ولا يعرف تفصيلها، فيمكننا أن نتفكر في