سبحانه؟: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٩٩)} [الأنعام: ٩٩].
وهذه الشعرة في جسم الحيوان آية .. وفي جسم الإنسان آية .. وهذه الريشة في جناح الطائر آية .. وحيثما مد الإنسان ببصره في الأرض أو في السماء تزاحمت الآيات أمامه .. وأعلنت عن نفسها لقلبه وسمعه وبصره.
ولكن لمن تعلن هذه الآيات عن نفسها؟.
ومن الذي يراها ويستشعرها؟.
إنهم المؤمنون الذين اتصلت قلوبهم بالله فعرفوه بآياته ومخلوقاته.
فالإيمان هو الذي بفتح القلوب لتلقي الأصداء والأضواء، ورؤية النعم والآلاء.
والإيمان هو الذي تخالط بشاشته القلوب، فتحيا وترق وتلطف، وتلتقط ما يزخر به الكون من إيحاءات خفية وظاهرة، تشير كلها إلى قدرة الخالق المبدع الذي خلق كل شيء، وأحسن خلقه.
ولكن بلادة الإلفة تذهب بروعة النظر والتأمل والتدبر في هذا الكون الرائع العجيب، الواسع الجميل.
الذي لا تشبع العين من تملي جماله وروعته.
ولا يشبع القلب من تملي إيحاءاته وإيماءاته.
ولا يشبع العقل من تدبر نظامه ودقته.
والذي يتأمل هذا الكون بهذه العين وبهذا العقل، يرى معرضاً إلهياً باهراً رائعاً، لا تخلق بدائعه وعجائبه، لأنها أبداً متجددة للعين والقلب والعقل.
والإنسان الذي يعرف شيئاً عن طبيعة هذا الكون ونظامه، تدركه الدهشة والذهول، ويرى قدرة الجبار في الخلق والتحريك والتسكين والتغيير.
ومن نعمة الله على البشر أن أودعهم القدرة على التجاوب مع هذا الكون بمجرد النظر والتأمل.
إن القرآن يكل الناس إلى النظر في هذا الكون، وإلى تملي مشاهده وعجائبه،