أفضل له وأنفع، كمن ينتفع بالذكر أعظم مما ينتفع بالقراءة.
فأي عمل صالح كان له أنفع ولله أطوع، أفضل في حقه من تكلف عمل لا يأتي به على وجهه، بل على وجه ناقص، ويفوته به ما هو أنفع له.
وفي كل خير: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)} [الأحزاب: ٧١].
والله سبحانه أنزل الدين الكامل، وطلب منا القيام بالدين الكامل، ووعدنا على ذلك النعيم الكامل، والخلود الدائم.
وهذا الملك ملكه، والخلق خلقه، والأمر أمره، والعبيد عبيده.
والله سبحانه يغار، ومن غيرته أنه لم يجعل إليه طريقاً سواه كما قال سبحانه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٥٣)} [الأنعام: ١٥٣].
ومن غيرته سبحانه أنه إذا رآك تساكن غيره، وتتوجه إليه سقطت من عينه كما قال سبحانه: {لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (٢٢)} [الإسراء: ٢٢].
ومعية الله وحفظه للمؤمنين تكون مع الصفات التي يحبها الله كالإيمان والتقوى، والصبر والإحسان.
والله ينجينا بتلك الصفات ولو لم يكن معنا شيء من المال أو الملك أو القوة إذا بذلنا ما نستطيع.
كما نجى الله إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - من النار، وليس معه شيء إلا إيمانه بربه .. وكما نجى الله موسى - صلى الله عليه وسلم - من فرعون .. وأنجاه من الغرق في البحر .. ونصره بإيمانه على السحرة .. وكما نجى الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - من كفار مكة حين أرادوا قتله .. وحفظه في طريق الهجرة. ونصره على أعدائه .. ومكن له في الأرض .. مع أنه لم يكن معه ملك ولا مال.
وكما ينجي الله الرسل وينصرهم كذلك ينجي المؤمنين: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٣)} [يونس: ١٠٣].
وقارون لما أعرض عن الإيمان خسف الله به الأرض مع ماله.