وكذلك مكان الإيمان وهي القلوب أعطاها الله لكل أحد، ومكان الأعمال وهي الجوارح مملوكة ومسخرة لكل أحد.
فمن في قلبه الإيمان وصدرت من جوارحه الأعمال الصالحة فاز في الدنيا والآخرة كما قال سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧)} [النحل: ٩٧].
ومن كان في قلبه الكفر صدرت منه الأعمال السيئة فخسر في الدنيا والآخرة كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٦١) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (١٦٢)} [البقرة: ١٦١، ١٦٢].
والقلوب مصادر الإيمان .. ولها مصرفان:
مصرف للطاعة .. ومصرف للمعصية.
والجوارح مصادر الأعمال .. ولها مصرفان:
مصرف للطاعة .. ومصرف للمعصية.
ومن لم يكن في قلبه نور الإيمان بالله يرى العزة بالأموال والأشياء لا بالإيمان والأعمال الصالحة، وبذلك يحرم من الأعمال الصالحة ويتعلق قلبه بالفانية، ويعبد غير الذي خلقه وأحياه ورزقه.
والمصيبة أن كثيراً من المسلمين بسبب ضعف الإيمان يقتدون بالكفار، والكافر أصم أبكم أعمى كما قال سبحانه عن الكفار: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٧)} [البقرة: ٧].