بالكريم .. ووصف رسوله الملكي جبريل بالكريم .. ووصف رسوله البشري محمداً - صلى الله عليه وسلم - بالكريم.
والقرآن الكريم لا يدرك معانيه ولا يفهمه إلا القلوب الطاهرة، وحرام على القلوب الملوثة بنجاسة البدع والشرك والمعاصي أن تنال معانيه أو تفهمه كما ينبغي.
إن القرآن الكريم كلام الله عزَّ وجلَّ، فلا يفهمه ولا يجد طعمه إلا من آمن به، ولا يلتذ به وبقراءته وتدبره إلا من شهد أنه كلام الله، تكلم به حقاً، وأنزله على رسوله وحياً.
ولا ينال بركته ولا يستفيد من معانيه إلا من لم يكن في قلبه حرج منه بوجه من الوجوه فهو كتاب جليل القدر عظيم النفع، حوى كل ما يحتاج إليه العباد، وجميع المطالب الإلهية، والمقاصد الشرعية، محكم مفصل.
أصدق الكلام وأحسنه وأكمله:
فيه الأمر والنهي .. والوعد والوعيد .. والثواب والعقاب، تطمئن به القلوب .. وتنشرح له الصدور .. أنزله الله هدى ونوراً وشفاء للبشرية إلى يوم القيامة: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢)} [الأعراف: ٢].
فمن لم يؤمن بأن الله تكلم به وحياً ففي قلبه حرج منه.
ومن لم يؤمن بأنه حق من عند الله ففي قلبه حرج منه.
ومن قال إن له باطناً يخالف ظاهره ففي قلبه حرج منه.
ومن قال إن له تأويلاً لا نفهمه ولا نعلمه، وإنما نتلوه متعبدين بألفاظه ففي قلبه حرج منه.
ومن سلط عليه الآراء الشاذة، وجعله تابعاً لنحلته ومذهبه تعصباً، في قلبه حرج منه.
ومن لم يأتمر بأمره، وينزجر عن زواجره، ويصدق أخباره، ويعمل بمحكمه،