للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ قرطاساً فَأبْطل السُّلْطَان الْقَرَاطِيس من دمشق وَضرب بهَا كل فلس زنته دِرْهَم وَالدِّرْهَم بِثمَانِيَة وَأَرْبَعين فلسًا مثل مُعَاملَة مصر فنقلت هَذِه الْفُلُوس الْخفاف الْقَرَاطِيس إِلَى مصر وخلطت بفلوس الْمُعَامَلَة حَتَّى كثرت وَقلت الْجِيَاد. فتعبت النَّاس فِيهَا وزادت الأسعار كلهَا حَتَّى غلقت الباعة الحوانيت عِنْدَمَا نُودي أَن يكون الْفُلُوس بالميزان على أَن كل رَطْل مِنْهَا بِثَلَاثَة دَرَاهِم فضَّة. فَركب وَإِلَى الْقَاهِرَة وَضرب كثيرا من أَرْبَاب المعايش بالمقارع وشهرهم وَلم يرجِعوا فَنُوديَ أَن الْفلس الَّذِي عَلَيْهِ بقجة من ضرب دَار الضَّرْب يُؤْخَذ والفلس الْخَفِيف يرد فَلم يفد ذَلِك شَيْئا. وَعمل الزغلية فُلُوسًا خفافاً عَلَيْهَا بقجة فَنُوديَ أَن يُؤْخَذ الْجَمِيع بِحِسَاب دِرْهَمَيْنِ وَنصف الرطل فمضي الْحَال قَلِيلا وَاسْتمرّ عنت الْعَامَّة وَكثر تعطيلهم الحوانيت وغلقها. وَكَانَ السُّلْطَان غَائِبا فَلَمَّا نزل بالجيزة وَخرج كريم الدّين إِلَى لِقَائِه صاحت بِهِ الْعَامَّة وفاجأوه. مِمَّا لَا يَلِيق وتكاثروا عَلَيْهِ من كل جِهَة وَشَكوا مَا بهم من أَمر الْفُلُوس ورد الباعة لَهَا وَقلة الْخبز وَغَيره فَوَعَدَهُمْ بِخَير وَعرف كريم الدّين السُّلْطَان ذَلِك. فاستدعى السُّلْطَان الْأُمَرَاء وَأنكر عَلَيْهِم رد مباشريهم الْفُلُوس وَعدم بيعهم الْقَمْح من الشون للطحانين والموانة وَقرر ضرب فلوس جدد زنة الْفلس مِنْهَا دِرْهَم وعَلى أحد وجهيه لَا إِلَه الا الله مُحَمَّد رَسُول الله وعَلى الآخر اسْم السُّلْطَان فَضرب مِنْهَا نَحْو ثَمَانِينَ ألف رَطْل. وَاسْتقر الْفُلُوس الْعتْق كل رَطْل بِثَلَاثَة دَرَاهِم إِلَى أَن تخرج الْفُلُوس الجدد من دَار الضَّرْب. فاستمر ذَلِك ومشت الْأَحْوَال إِلَّا أَنه صَار فِيهَا غبن زَائِد وَذَلِكَ أَن الرطل من الْعتْق يبلغ سَبْعَة دَرَاهِم بِالْعدَدِ. وفيهَا قدمت رسل متملك الْيمن بالهدية وأحضروا بالقلعة يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة. وَفِي ليلته: خسف الْقَمَر. وفيهَا بعث السُّلْطَان ثَلَاثِينَ فداويا من أهل قلعة مصياب للفتك بالأمير قراسنقر

<<  <  ج: ص:  >  >>