للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فعندما وصلوا إِلَى تبريز نم بَعضهم لقراسنقر عَلَيْهِم فتتبعهم وَقبض على جمَاعَة مِنْهُم وقتلهم. وَانْفَرَدَ بِهِ بَعضهم وَقد ركب من الأردو فقفز عَلَيْهِ فَلم يتَمَكَّن مِنْهُ وَقتل. واشتهر فِي الأردو خبر الفداوية وَأَنَّهُمْ حَضَرُوا لقتل السُّلْطَان أبي سعيد وجوبان والوزير على شاه وقراسنقر وأمراء الْمغل فاحترسوا على أنفسهم وقبضوا عدَّة فداوية. فتحيل بَعضهم وَعمل حمالاً وَتبع قراسنقر ليقفز عَلَيْهِ فَلم يلْحقهُ وَوَقع على كفل الْفرس فَقتل فاحتجب أَبُو سعيد بالخركاه أحد عشر يَوْمًا خوفًا على نَفسه. وَطلب الْمجد إِسْمَاعِيل وَأنكر عَلَيْهِ جوبان وأخرق بِهِ وَقَالَ لَهُ: والك أَنْت كل قَلِيل تحضر إِلَيْنَا هَدِيَّة وتريد منا أَن نَكُون متفقين مَعَ صَاحب مصر لتمكر بِنَا حَتَّى تَقْتُلنَا الفداوية والإسماعيلية وهدده أَنه يقْتله شَرّ قتلة ورسم عَلَيْهِ فَقَامَ مَعَه الْوَزير على شاه حَتَّى أفرج عَنهُ. ثمَّ قدم الْخَبَر من بَغْدَاد بِأَن بعض الإسماعيلية قفز على النَّائِب بهَا وَمَعَهُ سكين فَلم يتَمَكَّن مِنْهُ وَوَقعت الضَّرْبَة فِي أحد أُمَرَاء الْمغل وَأَن الْإِسْمَاعِيلِيّ فر فَلَمَّا أدْركهُ الطّلب قتل نَفسه. فتنكر جوبان لذَلِك وجهز الْمجد السلَامِي إِلَى مصر ليكشف الْخَبَر وبعثوا فِي أَثَره رَسُولا بهدية. وفيهَا عَادَتْ العساكر من غَارة سيس إِلَى أَبْيَات مهنا وطردوه من مَكَانَهُ وَفرقُوا جمعه فِي نواحي الْعرَاق. وفيهَا كثرت كِتَابَة الأوراق للسُّلْطَان فِي أمرائه وَأهل دولته وإلقائها من غير أَن يعلم من أَيْن هِيَ أَو ربطها بجناح طَائِر حمام وحذفه خَارج حَائِط الميدان تَحت القلعة إِلَى دَاخله فتأذى بذلك جمَاعَة كَثِيرَة. فاتفق إِن السُّلْطَان ركب إِلَى مطعم الطُّيُور بالمسطبة الَّتِي أَنْشَأَهَا قَرِيبا من بركَة الْحَبَش فَوجدَ ورقة مختومة فقرأها وَلم يعلم أحدا فِيهَا وَعَاد إِلَى القلعة وَقد اشْتَدَّ حنقه ووقف عِنْد دَار النِّيَابَة وَأمر بهدم المساطب والرفرف وغلق الشباك. ثمَّ بعث السُّلْطَان أَمِير جاندار الْأَمِير سيف الدّين البوبكري أَن يتَحَوَّل من دَاره بالقلعة ويسكن بِالْقَاهِرَةِ فَنزل من يَوْمه وَسكن بدار كراي المنصوري وهدمت الدَّار الَّتِي كَانَ البوبكري يسكنهَا وعمرت قاعات وطباق للخاصكية. وَامْتنع السُّلْطَان من ركُوبه إِلَى الْمطعم الْمَذْكُور وَصَارَ يركب إِلَى ميدان القبق. وَكَانَت الورقة تَتَضَمَّن سبّ السُّلْطَان وَسُوء تصرفه وتسليطه الْكتاب النَّصَارَى على الْمُسلمين وصلحه مَعَ الْمغل.

<<  <  ج: ص:  >  >>