أطلس باولي زركش وقباء تتري وقرقلات وَغير ذَلِك مِمَّا بلغت قِيمَته أَرْبَعِينَ ألف دِينَار. وأعيد الرُّسُل بِالْجَوَابِ وَفِيه آلا يُمكن عرب آل عِيسَى من الدُّخُول إِلَى الْعرَاق فَإِن الْعَسْكَر وَاصل لقتالهم وفيهَا أنشأ السُّلْطَان ميدان المهار بجوار قناطر السبَاع فِيمَا بَين الْقَاهِرَة ومصر وَنقل إِلَيْهِ الطين وَزرع فِيهِ النّخل وَلعب فِيهِ بالكرة مَعَ الْأُمَرَاء ورتب فِيهِ الحجورة للنتاج فاستمر ذَلِك وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ ثمَّ أنشا السُّلْطَان بجوار جَامع الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبرس زريبة على النّيل ليبرز بمناظر الميدان الْكَبِير إِلَى قرب شاطئ النّيل وَكَانَ قد أخر عمل ذَلِك بِسَبَب قرب سَفَره إِلَى الصَّعِيد. وفيهَا مرض كريم الدّين الْكَبِير نَحْو أسبوعين فَكَانَ يحضر عَلَيْهِ فِي كل يَوْم جمدار فيخلع عَلَيْهِ بكرَة النَّهَار وَيعود فيأتيه أخر الْعَصْر فيخلع عَلَيْهِ وَكلما أَتَاهُ مَمْلُوك من جِهَة أحد الْأُمَرَاء للسلام عَلَيْهِ خلع عَلَيْهِ فَلَمَّا عوفي وَركب زينت الْقَاهِرَة وَأوقدت فِيهَا الشموع وَجَلَست المغاني وَاجْتمعَ النَّاس لرُؤْيَته فَكَانَ يَوْمًا مشوداً. وَلما قدم إِلَى الْمدرسَة المنصورية بَين القصرين بِمَال فَتصدق فَمَاتَ فِي الإزدحام سِتَّة أنفس وَصعد كريم الدّين إِلَى القلعة ثمَّ ركب من الْغَد إِلَى مَدِينَة مصر فزينت لركوبه أَيْضا وزينت الحراريق ولعبت فِي النّيل فَخلع على رُؤَسَاء الحراريق وَفرق فِي رجالها مَالا وَعمل لَهُم مائَة خروف شواء وَكَانَ عدَّة الشموع الَّتِي اشتعلت لَهُ فِي مصر ألفا وسِتمِائَة شمعة ونثر النَّاس على رَأسه الذَّهَب وَالدَّرَاهِم وَعمل لَهُ الْفَخر نَاظر الْجَيْش ضِيَافَة عَظِيمَة فَكَانَت تِلْكَ الْأَيَّام من الْأَيَّام المشهودة. وفيهَا قدم الْخَبَر بِأَن أَبَا سعيد أراق الْخُمُور فِي سَائِر مَمْلَكَته وأبطل مِنْهَا بيُوت الْفَوَاحِش وَأبْعد أَرْبَاب الملاهي وأغلق الْخَانَات وأبطل المكوس الَّتِي تجبي من التِّجَارَة الْوَارِدَة إِلَيْهِم من الْبِلَاد وَهدم كنائس بِالْقربِ من توريز وَرفع شَهَادَة الْإِسْلَام وَنشر الْعدْل وَعمر الْمَسَاجِد والجوامع وَقتل من وجد عِنْده الْخمر بعد إراقته فَكتب السُّلْطَان سَائِر نواب الشَّام بِإِبْطَال ضَمَان الخمارات وإراقة الْخُمُور وغلق الحانات واستتابة أهل الْفَوَاحِش فَعمل ذَلِك فِي سَائِر مدن الْبِلَاد الشامية وضياعها وجبالها
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute