واجتهد النواب فِي إِزَالَة الْمَنَاكِير حَتَّى طهر الله مِنْهَا وَمن أَهلهَا الْبِلَاد. وفيهَا قدم مَمْلُوك الْمجد السلَامِي وَرَسُول أبي سعيد وجوبان وأخبروا بوصول الْهَدِيَّة السُّلْطَانِيَّة وسألوا تجهيز السنجق السلطاني ليسير مَعَ الركب إِلَى الْحجاز فسير سنجق حَرِير أصفر بطلعة ذهب وَكتب لصَاحب مَكَّة بإكرام حَاج الْعرَاق. وفيهَا قدم الْبَرِيد من حلب بِأَن أَبَا سعيد قد نَادَى فِي مَمْلَكَته بِالْحَجِّ فتجهز عَالم عَظِيم وَأَن فياضاً وَسليمَان ابْني مهنا قد كثر فسادهما وقطعهما الطَّرِيق على التُّجَّار وَيخَاف على الرَّاكِب الْعِرَاقِيّ من عرب مهنا. فَاقْتضى رَأْي السُّلْطَان أَن استدعي سيف ابْن فضل أخي مهنا من الْبِلَاد وَقرر مَعَه أَن أَبَاهُ فضلا يمْنَع مهنا وَأَوْلَاده من التَّعَرُّض لركب الْعرَاق فَقَامَ فِي ذَلِك فضل وخدع أَخَاهُ مهنا حَتَّى كف عَنْهُم وَلم يتَعَرَّض لأحد مِنْهُم وَبعث مهنا بإبنه مُوسَى إِلَى السُّلْطَان بِأَنَّهُ لم يتَعَرَّض للركب فَأكْرمه السُّلْطَان وخلع عَلَيْهِ وعَلى من مَعَه. وفيهَا أخرج الْأَمِير بدر الدّين مُحَمَّد بن التركماني فِي الشَّام على إمرة لتغير كريم الدّين الْكَبِير مِنْهُ. وَفِي ثَانِي عشري رَجَب: عقد بدار السَّعَادَة بِدِمَشْق مجْلِس لإبن تَيْمِية وَمنع من الْإِفْتَاء بِمَسْأَلَة الطَّلَاق ثمَّ اعتقل بالقلعة إِلَى يَوْم عَاشُورَاء سنة إِحْدَى وَعشْرين فأفرج عَنهُ. وَمَات فِي هَذِه السّنة من الْأَعْيَان قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْغَنِيّ بن أبي اسحاق قَاضِي شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْغَنِيّ بن أبي إِسْحَاق السرُوجِي الْحَنَفِيّ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشري رَجَب بعد عَزله فِي رَابِع ربيع الآخر بشمس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute