شكائر مَا بَين ذهب وَفِضة. فَلَمَّا قَالَ لَهُم السُّلْطَان: قبضتم. قَالُوا: نعم قَالَ: لَعَلَّه تَأَخّر لكم شَيْء فَقَالُوا: وحياتك! عِنْد كريم الدّين مَال فِي خزانَة إِذا أخرج مِنْهُ مُدَّة شهر مَا يفرغ. فَتحَرك السُّلْطَان لذَلِك وَقَالَ لبكتمر الساقي. سَمِعت قَول الْعَرَب أَنه دفع هَذَا الْقدر فِي يَوْم وَاحِد والخزانة ملآنة ذَهَبا وَفِضة وَأَنا أطلب مِنْهُ ألفي دِينَار فَيَقُول مَا تمّ حَاصِل. وَتبين الْغَضَب فِي وَجه السُّلْطَان فَأخذ بكتمر يتلطف بِهِ وَهُوَ يحتد إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ. وَفِي يَوْم السبت سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة: نقل تَاج الدّين بن عماد الدّين بن السكرِي من شَهَادَة الخزانة إِلَى نظر بَيت المَال وخلع عَلَيْهِ بطرحة. وَفِيه نقل عَلَاء الدّين بن الْبُرْهَان الْبُرُلُّسِيّ من نظر بَيت المَال إِلَى نظر خَزَائِن السِّلَاح وخلع عَلَيْهِ. وَفِي رَابِع عشره: قدمت رسل أبي سعيد لتحليف السُّلْطَان على الصُّلْح وَمَعَهُمْ هَدِيَّة مَا بَين بَخَاتِي وأكاديش وتحف فقرئ كِتَابه بِوُقُوع الصُّلْح ثمَّ سفروا بهدية سنية بَعْدَمَا عمرهم إِحْسَان السُّلْطَان فِي ثَانِي عشريه. وَفِيه قدم الْحمل من عِنْد متملك سيس صُحْبَة رَسُوله وَمَعَهُ جَوَاهِر ثمينة وَاعْتذر الرَّسُول عَمَّا كَانَ من متملك سيس وَاسْتَأْذَنَ فِي عمَارَة أياس على أَن يحمل فِي كل سنة مائَة ألف دِرْهَم فَأُجِيب إِلَى ذَلِك. وَفِيه قدم مُوسَى بن مهنا وَعَمه مُحَمَّد بالقود على الْعَادة وخيول كَانَ السُّلْطَان استدعى بهَا. وَسبب ذَلِك وُقُوع الصُّلْح مَعَ أبي سعيد فضاقت بهم الْبِلَاد فأكرمهما السُّلْطَان وأنعم عَلَيْهِمَا وأعادهما إِلَى بلادهما. وَفِيه وَقعت مرافعة بَين فرج وَعلي وَلَدي قراسنقر بِسَبَب دخيرة لِأُمِّهِمَا تبلع نَحْو المائتي ألف ألف دِرْهَم فَأَخذهَا السُّلْطَان مِنْهُمَا. وَفِيه قدم الْمجد السلَامِي من الشرق وَقدم تقدمة جليلة فرتبت لَهُ الرَّوَاتِب السّنيَّة وَكتب لَهُ مسموح بمبلغ خمسين ألف دِرْهَم فِي السّنة ومرسوم بمسامحة نصف المكس عَن تجاراته وَعَاد إِلَى توريز.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute