للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة أهل الْمحرم يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث شهر طوبة: فَقدم الْفَخر نَاظر الْجَيْش من الْحجاز عَشِيَّة الْأَحَد ثالثه. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادسه: نُودي على الْفُلُوس أَن يتعامل النَّاس بهَا بالرطل على أَن كل رَطْل مِنْهَا بِدِرْهَمَيْنِ وَمن عِنْده مِنْهَا شَيْء يحضرهُ إِلَى دَار الضَّرْب وَيَأْخُذ عَنْهَا فضَّة. ورسم بِضَرْب فلوس زنة الْفلس مِنْهَا دِرْهَم وَثمن فَضرب مِنْهَا نَحْو مِائَتي ألف دِرْهَم فرقت على الصيارف. وَكَانَ سَبَب ذَلِك كَثْرَة مَا دخل فِي الْفُلُوس من الزغل حَتَّى صَار وزن الْفلس نصف دِرْهَم. فتوقف النَّاس عَن أَخذ الْفُلُوس وَكثر ردهَا وعقوبة الباعة على ذَلِك بِالضَّرْبِ والتجريس إِلَى أَن فسد الْحَال وغلقت الحوانيت وَارْتَفَعت الأسعار وَبلغ الْقَمْح بعد عشرَة دَرَاهِم الأردب إِلَى سَبْعَة عشر درهما. وَفِي يَوْم السبت تاسعه: وصل الْأَمِير سيف الدّين طشتمر حمص أَخْضَر الساقي من الْحجاز وصحبته جمَاعَة وَكَانَ قد سَافر بعد الإفراج عَنهُ وأنعم عَلَيْهِ بألفي دِينَار وغلال كَثِيرَة وَعمل لَهُ السُّلْطَان عِنْد قدومه اثْنَتَيْ عشرَة بدلة وَثَلَاثَة حوائض وطرز زركش وأنعم عَلَيْهِ بِمَال جزيل وتتابع قدوم الْحَاج حَتَّى قدم الْمحمل فِي خَامِس عشريه وَفِيه توجه الْأَمِير أرغون النَّائِب إِلَى منية بني خصيب فَشَكا أَهلهَا من مباشريهم فَلم يسمع لَهُم وَأمر بضربهم فرجموه بِالْحِجَارَةِ وأنكوا فِي مماليكه وغلمانه. فَركب عَلَيْهِم أرغون ليفتك بهم فَفرُّوا من عِنْد الوطاق خَارج الْبَلَد إِلَى دَاخل الْبَلَد فَأخذ مماليكه من عمائم الهاربين نيفاً على ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ عِمَامَة زرقاء من عمائم النَّصَارَى فَلَمَّا استكثر ذَلِك قيل لَهُ إِن بهَا كثيرا من النَّصَارَى وَلَهُم خمس كنائس فَهَدمهَا فِي سَاعَة وَاحِدَة ورسم أَلا يستخدم نَصْرَانِيّ فِي ديوانه وَكَانَ النَّصَارَى قد جددوا عمَارَة مَا خرب من الْكَنَائِس بالصعيد فهدمت أَيْضا. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة: هبت ريح وَالنَّاس فِي الصَّلَاة حَتَّى ظن النَّاس أَن السَّاعَة قَامَت واستمرت بَقِيَّة النَّهَار وَطول اللَّيْل فهدم بهَا دور كَثِيرَة وامتلأت الأَرْض بِتُرَاب أسود.

<<  <  ج: ص:  >  >>