وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع عشر رَجَب: قدمت رسل جوبان حَاكم دولة أبي سعيد وَمَعَهُمْ طايربغا وَابْنه يحيى فَخلع عَلَيْهِم وأنعم على طايربغا بإمرة طبلخاناه فِي سَابِع عشره وعَلى ابْنه يحيى بإمرة عشرَة وأعيدت الرُّسُل فِي رَابِع عشريه. وَكَانَ طايربغا هَذَا يَلِي نِيَابَة خلاط وَبَينه وَبَين السُّلْطَان قرَابَة فَكتب إِلَى الْأَمِير جوبان ليستدعيه وَأَهله إِلَى مصر فبعثهم. وَفِي سَابِع عشره: أَيْضا أنعم على أَحْمد بن بكتمر الساقي بإمرة. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس شعْبَان: حبس تَقِيّ الدّين أَحْمد بن تَيْمِية وَمَعَهُ أَخُوهُ زين الدّين عبد الرَّحْمَن بقلعة دمشق. وَضرب شمس الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر بن قيم الجوزية وَشهر على حمَار بِدِمَشْق. وَسبب ذَلِك أَن ابْن قيم الجوزية تكلم بالقدس فِي مَسْأَلَة الشَّفَاعَة والتوسل بالأنبياء وَأنكر مُجَرّد الْقَصْد للقبر الشريف دون قصد السمجد النَّبَوِيّ فَأنْكر المقادسة مَسْأَلَة الزِّيَارَة وَكَتَبُوا فِيهِ إِلَى قَاضِي جلال الدّين مُحَمَّد الْقزْوِينِي وَغَيره من قُضَاة دمشق. وَكَانَ قد وَقع من ابْن تَيْمِية كَلَام فِي مَسْأَلَة الطَّلَاق بِالثلَاثِ أَنه لَا يَقع بِلَفْظ وَاحِد فَقَامَ عَلَيْهِ فُقَهَاء دمشق. فَلَمَّا وصلت كتب المقادسة فِي ابْن الْقيم كتبُوا فِي ابْن تَيْمِية وَصَاحبه ابْن الْقيم إِلَى السُّلْطَان فَعرف شمس الدّين الحريري قَاضِي الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة بديار مصر ذَلِك فشنع على ابْن تَيْمِية تشنيعاً فَاحِشا حَتَّى كتب بحبسه وَضرب ابْن الْقيم. وَفِيه أنشأ الْأَمِير جمال الدّين أقوش نَائِب الكرك قاعة بالمارستان المنصوري ونحت جدران المارستان والمدرسة المبنيه بِالْحجرِ كلهَا دَاخِلا وخارجاً وطر الطّراز الذَّهَب من خَارج الْقبَّة والمدرسة حَتَّى صَار كَأَنَّهُ جَدِيد. وَعمل أقوش خيمة يزِيد طولهَا على مائَة ذِرَاع وركبها لتستر على مقاعد الأقفاص وتستر أَهلهَا من الْحر وَنقل الْحَوْض من جَانب بَاب المارستان لِكَثْرَة تأذي النَّاس برائحة النتن وَعمل مَوْضِعه سَبِيل مَاء عذب لشرب النَّاس وَكَانَ مَصْرُوف ذَلِك كُله من مَاله دون مَال الْوَقْف. وَإِلَى يَوْم الْإِثْنَيْنِ سَابِع عشر شعْبَان: أفرج عَن الْأَمِير بلبان طرنا أَمِير جاندار فَكَانَت مُدَّة اعتقاله إِحْدَى عشرَة سنة وَتِسْعَة أشهر وَسَبْعَة أَيَّام فَلَمَّا مثل بِحَضْرَة السُّلْطَان خلع عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ إمرة دمشق وَبَعثه إِلَيْهَا. وَفِيه نقل الْأَمِير بدر الدّين مُحَمَّد بن التركماني من دمشق إِلَى شدّ الدَّوَاوِين بطرابلس وأنعم على وَفِيه حمل بكتوت القرماني من قلعة دمشق إِلَى الْقَاهِرَة مُقَيّدا على الْبَرِيد وَحمل مِنْهَا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة هُوَ والبوبكري والجاولي فسجنوا بهَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute