وَفِي يَوْم الْأَحَد أول ربيع الآخر: عرض السُّلْطَان أَصْحَاب دمرداش وَفرق أَكْثَرهم على الْأُمَرَاء وَاخْتَارَ نَحْو التسعين مِنْهُم الْعود إِلَى بِلَادهمْ فعادوا. وَفِيه قدمت رسل أبي سعيد بكتابه وَفِيه بعد السَّلَام والاستيحاش وَذكر الود إِعْلَام السُّلْطَان بِأَمْر جوبان وتحكمه وَقلة امتثاله الْأَمر وَأَنه قصد قَتله والتحكم بمفرده فَلَمَّا تحقق ذَلِك لَدَيْهِ بَعثه إِلَى خُرَاسَان وسير بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وَهُوَ يَأْخُذ رَأْي السُّلْطَان فِي ذَلِك وَقد سير أَبُو سعيد مَعَ رسله هَدِيَّة فَقبلت. وسألهم السُّلْطَان عَن دمرداش فَذكرُوا أَنهم لم يعرفوا خَبره حَتَّى قدمُوا دمشق فبعثهم إِلَيْهِ فَلم يعبأ بهم. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء عاشره: توجه السُّلْطَان إِلَى الْوَجْه البحري وَمَعَهُ دمرداش وَحسن لَهُ الْفَخر نَاظر الْجَيْش والأمير بكتمر الساقي زِيَارَة الشَّيْخ مُحَمَّد المرشد فتوقف فِي زيارته ثمَّ عزم عَلَيْهَا. فرسم للأمير علم الدّين سنجر الخازن كاشف الغربية بِطَلَب جَمِيع العربان وتقديمهم الْخَيل والهجن وَأَن يُجهز الإقامات. واستناب السُّلْطَان فِي غيبته الْأَمِير قجليس. وَعَاد السُّلْطَان فِي سادس عشريه بعد مَا قدم الْأَمِير تنكز فِي رَابِع عشريه. وَفِي تَاسِع شَوَّال: خلع على الطواشي نَاصِر الدّين نصر الساقي. وَاسْتقر مقدم المماليك عوضا عَن الطواشي صَوَاب الركني. وَفِيه بعث السُّلْطَان الْأَمِير سيف الدّين أروج مَمْلُوك قبجق إِلَى أبي سعيد يشفع فِي دمرداش وَمَعَهُ الرُّسُل بهدية جليلة فَسَارُوا فِي تَاسِع جُمَادَى الأولى. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة: سَار برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن عبد الْحق الْحَنَفِيّ على الْبَرِيد إِلَى الْقَاهِرَة وَقد طلب فَقدم يَوْم السبت خَامِس عشريه وَاسْتقر فِي قَضَاء الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة بديار مصر عوضا عَن شمس الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان. مُحَمَّد بن عُثْمَان الحريري بعد وَفَاته. وَفِي يَوْم السبت عَاشر رَجَب: عَاد أطوجي من بِلَاد أزبك ملك القبجاق بتقادم جليلة فَأنْزل بالميدان وأنعم عَلَيْهِ وعَلى جماعته بِشَيْء كثير. وَفِي حادي عشره: حضر أطوجي إِلَى بَين يَدي السُّلْطَان فَخلع عَلَيْهِ وَسَار فِي عشريه. وَفِي خَامِس عشريه: عقد نِكَاح ابْنة السُّلْطَان على الْأَمِير سيف الدّين طغاي تمر الْعمريّ النَّاصِر وأعفي الْأُمَرَاء من حمل الشموع وَغَيرهَا وأنعم عَلَيْهِ من الخزانة بأَرْبعَة أُلَّاف دِينَار عوضا عَن ذَلِك.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute