للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه عَاد جَوَاب ابْن قرمان بِأَنَّهُ ركب إِلَى القلعة الَّتِي فِيهَا أهل دمرداش وعرفهم أَنه حفر. بمرسوم السُّلْطَان وَبعث إِلَيْهِم بِكِتَاب دمرداش أَنهم يقدمُونَ عَلَيْهِ بِمصْر فَردُّوا جَوَابه: لَا حَاجَة لنا فِي مصر. وَذكر ابْن قرمان أَن هَذَا بمباطنة دمرداش لَهُم وَحط عَلَيْهِ بِأَنَّهُ سفك دِمَاء كَثْرَة وَقتل من الْمُسلمين عَالما عَظِيما وَأَنه جسور وَمَا قصد بِدُخُولِهِ مصر إِلَّا طَمَعا فِي ملكهَا. وَبعث ابْن قرمان الْكتاب صُحْبَة نجم الدّين إِسْحَاق الرُّومِي أنطالية وَهِي القلعة الَّتِي أَخذهَا مِنْهُ دمرداش وَقتل وَالِده وَأَنه قدم ليطالبه بِدَم أَبِيه. فَلَمَّا وقف السُّلْطَان على الْكتاب تغير وَطلب دمرداش وأعلمه بِمَا يه. وَجمع السُّلْطَان بَينه وَبَين إِسْحَاق فتحاققا بِحَضْرَة الْأُمَرَاء فَظهر أَن كلا مِنْهُمَا قتل لصَاحبه قَتِيلا فَكتب جَوَاب ابْن قرمان مَعَه وأعيد. وَقد تبين للسُّلْطَان خبث نِيَّة دمرداش فَقَبضهُ وَأمْسك من مَعَه من الْأَعْيَان وهم مَحْمُود شاهنشاه وعدة أخر فِي يَوْم الْخَمِيس الْعشْرين من شعْبَان واعتقل دمرداش ببرج السبَاع من القلعة وَفرق الْبَقِيَّة فِي الأبراج وَفرقت مماليكه على الْأُمَرَاء ورتب لَهُ مَا يَكْفِيهِ. وَكَانَ للقبض على دمرداش أَسبَاب: مِنْهَا أَنه كَانَ لَهُ بالروم مائَة ألف رَأس من الْغنم فَلَمَّا وصلت قطيا أطلق مِنْهَا للأمير بكتمر الساقي عشْرين ألفا ولقوصون وَبَقِيَّة الْأُمَرَاء كل وَاحِد شَيْئا حَتَّى فرق الْجَمِيع فَلم يعجب السُّلْطَان ذَلِك. وَدخل دمرداش يَوْمًا الْحمام فَأعْطِي الحمامي ألف دِرْهَم والحارس ثَلَاثمِائَة فَزَاد حنق السُّلْطَان مِنْهُ. ثمَّ أَخذ دمرداش يُوقع فِي الْأُمَرَاء والخاصكية وَيَقُول: هَذَا كَانَ كَذَا وَهَذَا كَانَ كَذَا وَهَذَا ألماس الْحَاجِب كَانَ حمالاً فَمَا حمل السُّلْطَان هَذَا مِنْهُ. وَفِي شَوَّال: حسن جمَاعَة للسُّلْطَان توفير كثير من الجوامك فَعمل فِيهِ استيمار وَفرق فِيهِ مَا قطع من جوامك المباشرين والغلمات وَهِي جملَة ووفر مِنْهُم عدَّة ثمَّ قرئَ عَلَيْهِ. وأحضر الصاحب أَمِين الدّين عبد الله بن الغنام وخلع عَلَيْهِ وعَلى مجد الدّين إِبْرَاهِيم بن لفيتة بِغَيْر طرحات واستقرا فِي نظر النظار والصحبة فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ نصف شَوَّال. وَفِيه نقل شمس الدّين إِبْرَاهِيم بن قروينة إِلَى نظر الْبيُوت وخلع عَلَيْهِ مَعَهُمَا. وَفِي تَاسِع عشريه: عقد نِكَاح الخاتون طلباي الْوَاصِلَة من بِلَاد أزبك على الْأَمِير

<<  <  ج: ص:  >  >>