ألدمر مَا كَانَ. فَلَمَّا قَارب حَاج الْعرَاق ذَا الحليفة من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وقف الْفِيل وتقهقر فضربوه ليسير فَصَارَ كلما أكره على أَن يتَقَدَّم إِلَى جِهَة الْمَدِينَة تَأَخّر إِلَى وَرَائه. هَذَا وهم يضربونه وَهُوَ يتَأَخَّر إِلَى أَن سقط مَيتا وَذَلِكَ فِي ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة. وَيُقَال إِنَّه بلغت الثفقة على هَذَا الْفِيل مُنْذُ خرج من الْعرَاق إِلَى أَن هلك زِيَادَة على ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَلم يعرف مقصد أبي سعيد فِي بَعثه الْفِيل إِلَى مَكَّة. وفيهَا نقل شمس الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن نجد بن حمدَان الشهير بِابْن النَّقِيب الشَّافِعِي من قصاء طرابلس إِلَى قَضَاء الْقُضَاة بحلب عوضا عَن فَخر الدّين عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن الْمُسلم الْمَعْرُوف بِابْن الْبَارِزِيّ بعد وَفَاته وَاسْتقر فِي قَضَاء طرابلس شمس الدّين مُحَمَّد بن الْمجد. وفيهَا بلغت زِيَادَة مَاء النّيل عشرَة أَصَابِع من ثَمَانِيَة عشر ذِرَاعا. وَكَانَ وفاؤه يَوْم الْأَحَد خَامِس عشرى شَوَّال وَهُوَ تَاسِع عشر مسرى. أَحْمد بن أبي طَالب بن أبي النعم بن نعْمَة بن الْحسن بن عَليّ الْمَعْرُوف بِابْن السحنة الحجار الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي فِي خَامِس عشرى صفر ومولده سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَقد صَار مُسْند الدُّنْيَا وَتفرد بالرواية عَن ابْن الزبيدِيّ وَابْن اللَّيْثِيّ مُدَّة سنتَيْن لَا يُشَارِكهُ فِيهَا أحد وَسمع النَّاس عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ أَكثر من سبعين مرّة وَقدم الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ وَحدث بهَا. وَتُوفِّي الْأَمِير سيف الدّين بهادر آص أحد أُمَرَاء الألوف بِدِمَشْق فِي تَاسِع عشر صفر وأنعم بإقطاعه على الْأَمِير سنجر الجمقدار وَكَانَ شجاعاً مقداماً فِي الْحَرْب ولي نِيَابَة صفد وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَة أَوْلَاد مِنْهُم اثْنَان أُمَرَاء فَكَانَ يضْرب على بَابه ثَلَاث طبلخاناه. وَتُوفِّي الْأَمِير سيف الدّين بلبان الكوندي المهمندار الدوادار بِدِمَشْق فِي نصف جُمَادَى الأولى وَكَانَ أحد الْأُمَرَاء العشروات.