للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة أهلت بِيَوْم الْإِثْنَيْنِ: وَفِي ثَالِث الْمحرم: قدم مبشرو الْحَاج وأخبروا بِمَا وَقع بِمَكَّة من الْفِتْنَة وَقتل الْأَمِير ألدمر أَمِير جندار وَولده فتعجب النَّاس من صِحَة مَا أشيع بِالْقَاهِرَةِ من قتل ألدمر فِي يَوْم قَتله. فشق على السُّلْطَان ذَلِك وَكتب بإحضار الشريف عطفة أَمِير مَكَّة وَولده وقواده. وَفِي ثَانِي عشره: خلع على الْأَمِير عز الدّين أيدمر العلائي الجمقدار الْمَعْرُوف بالزراق المستقر فِي ولَايَة الْقَاهِرَة ورسم لَهُ أَن يكون أَمِير جندار ثمَّ خلع على الْأَمِير سيف الدّين أرنبغا السلحدار وَاسْتقر أَمِير جندار عوضا عَن ألدمر. وَفِي تَاسِع عشريه: اسْتَقر فَخر الدّين مُحَمَّد تَاج الدّين مُحَمَّد بن مؤتمن الدّين الْحَارِث ابْن مِسْكين الشَّافِعِي فِي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة وَتوجه إِلَيْهَا فِي عَاشر ربيع الأول. وَفِي الْمحرم هَذَا: قدم الْحَاج وأخبروا بِكَثْرَة الْفِتَن بِمَكَّة بَين الشريفين عطيفة ورميثة وَقُوَّة رميثة على عطيفة ونهبه مَكَّة وَخُرُوجه عَن الطَّاعَة وَأَنه لم يلق ركب الْحجَّاج فَكتب بِحُضُورِهِ. فَلَمَّا ورد المرسوم بِطَلَب الشريفين إِلَى مصر اتفقَا وخرجا عَن الطَّاعَة فشق ذَلِك على السُّلْطَان وعزم على إِخْرَاج بني حسن من مَكَّة. وَتقدم السُّلْطَان إِلَى الْأَمِير سيف الدّين أيتمش أَن يخرج بعسكر إِلَى مَكَّة وَعين مَعَه من الْأُمَرَاء الْأَمِير طيدمر الساقي والأمير أقبغا آص والأمير أقسنقر والأمير طرقش والأمير طقتمر الأحمد والأمير طقتمر الصّلاح وَأَرْبَعَة عشر من مقدمي الْحلقَة وعدة من أَعْيَان أجناد الْحلقَة. استدعى السُّلْطَان الْأَمِير أيتمش بدار الْعدْل وَقَالَ لَهُ بِحَضْرَة الْقُضَاة: لَا تدع فِي مَكَّة أحدا من الْأَشْرَاف وَلَا من القواد وَلَا من عبيدهم وناد بهَا من أَقَامَ مِنْهُم حل دَمه. ثمَّ أحرق جَمِيع وَادي نَخْلَة وألق فِي نخلها النَّار حَتَّى لَا تدع شَجَرَة مثمرة وَلَا دمنة عامرة وَخرب مَا حول مَكَّة من المساكن وَأخرج حرم الْأَشْرَاف

<<  <  ج: ص:  >  >>