للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خدمته: وهم الْأَمِير ألماس الْحَاجِب والأمير بيبرس الأحمد والأمير عَلَاء الدّين أيدغمش أَمِير آخور والأمير طغجي أَمِير سلَاح والأمير تمر رَأس نوبَة وَقد لبس كل مِنْهُم أطلسين. وخلع الْأَفْضَل على الْأَمِير شُجَاع الدّين عنبر مقدم المماليك طرد وَحش وخلع على جَمِيع أَرْبَاب الْوَظَائِف أَيْضا وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. ولقبه السُّلْطَان يَوْمئِذٍ بِالْملكِ الْأَفْضَل وجهزه إِلَى بِلَاده. وَفِي يَوْم السبت سَابِع عشر جُمَادَى الأولى: خرجت التجريدة لكبس الإطفيحية وفيهَا نَحْو خَمْسَة عشر أَمِيرا. وَفِي أول شعْبَان: قدم تنكز نَائِب الشَّام لحضور عرس الْأَمِير آنوك ابْن السُّلْطَان. وَفِيه رسم بإحضار جَمِيع من بِالْقَاهِرَةِ ومصر من أَرْبَاب الملهى إِلَى الدّور السُّلْطَانِيَّة. وَوَقع الشُّرُوع فِي عمل الإخوان فَأَقَامَ المهم سَبْعَة أَيَّام بلياليها. واستدعى السُّلْطَان حَرِيم جَمِيع الْأُمَرَاء إِلَيْهِ فَكَانَ أمرا عَظِيما. فَلَمَّا كمانت لَيْلَة السَّابِع مِنْهُ: جلس السُّلْطَان على بَاب الْقصر وَتقدم الْأُمَرَاء على قدر مَرَاتِبهمْ وَاحِد بعد وَاحِد وَمَعَهُمْ الشموع فَإِذا قدم الْوَاحِد مَا أحضرهُ من الشمع قبل الأَرْض وَتَأَخر. ومازال السُّلْطَان بمجلسه حَتَّى انْقَضتْ تقادمهم فَكَانَت عدتهَا ثَلَاثَة أُلَّاف وَثَلَاثِينَ شمعة زنتها ثَلَاثَة أُلَّاف وَسِتُّونَ قِنْطَارًا فِيهَا مَا عني بِهِ وَنقش نقشاً بديعاً تنوع فِي تحسينه فَكَانَ أبهجها وأحسنها شمع الْأَمِير علم الدّين سنجر الجاولي فَإِنَّهُ اعتنى بأمرها وَبعث إِلَى عَملهَا بِدِمَشْق فَجَاءَت من أبدع شَيْء. ثمَّ جلس السُّلْطَان فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشر شعْبَان وَهِي لَيْلَة الْعرس على بَاب الْقصر وأشعلت تِلْكَ الشموع بأسرها. وَجلسَ ابْنه الْأَمِير آنوك تجاهه وَأَقْبل الْأُمَرَاء جَمِيعًا وكل أَمِير يحمل بِنَفسِهِ شمعه وَخَلفه مماليكه تحمل الشمع فتقدموا على قدر رتبهم وقبلوا الأَرْض وَاحِدًا بعد وَاحِد طول ليلهم حَتَّى إِذا كَانَ أخر اللَّيْل نَهَضَ السُّلْطَان وَعبر إِلَى حَيْثُ مُجْتَمع النِّسَاء فَقَامَتْ نسَاء الْأُمَرَاء بأسرهن وقبلن الأَرْض

<<  <  ج: ص:  >  >>