بَيته وَأَن رسل الدِّيوَان على بَاب ديوَان الْجَيْش وَبلغ الْخَبَر أَيْضا إِلَى أَخِيه علم الدّين إِبْرَاهِيم وَهُوَ جَالس والدواوين بَين يَدَيْهِ فَنظر فَإِذا جمَاعَة من الرُّسُل قد وقفُوا مرسمين عَلَيْهِ فأغلق كل مِنْهُمَا دواته وَجلسَ ينْتَظر الْمَوْت إِلَى الْعَصْر. ثمَّ صعد ابْن هِلَال الدولة بأوراق الحوطة وَهِي تشْتَمل على شَيْء كثير جدا مِنْهَا لزوحة علم الدّين إِبْرَاهِيم أَرْبَعمِائَة سروال. فَسلم شرف الدّين مُوسَى وَعلم الدّين لإِبْرَاهِيم بن هِلَال الدولة وأحضرت المعاصير وَسُئِلَ مُوسَى عَن صندوق ذكر أَنه أَخذه من تَرِكَة أَبِيه فِيهِ من الْجَوَاهِر وَالذَّهَب مَا يبلغ مائَة ألف دِينَار صَارَت إِلَى أَبِيه من جِهَة المكين الترجمان بعد مَوته فَأنْكر مُوسَى ذَلِك وَحلف عَلَيْهِ. فرق لَهُ ابْن هِلَال الدولة وَلم ينله بمكروه فَأنْكر عَلَيْهِ شرف الدّين النشو عبد الْوَهَّاب ترك عُقُوبَته فَمَا زَالَ ابْن هِلَال الدولة يدافع عَنهُ وَهُوَ يحمل المَال من قبله وَمن قبل أَخِيه شَيْئا بعد شَيْء. وَفِي ثَانِي شعْبَان: خلع السُّلْطَان على شرف الدّين أبي بكر بن شمس الدّين مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود كَاتب سر فِي كِتَابَة السِّرّ بديار مصر عوضا عَن القَاضِي محيي الدّين ابْن فضل الله. وَاسْتقر ابْن الشهَاب مَحْمُود محيي الدّين فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق وخلع عَلَيْهِ بذلك بَعْدَمَا طيب السُّلْطَان خاطره وَأثْنى عَلَيْهِ وشكره. وَكَانَ ابْن الشهَاب مَحْمُود قد قدم مَعَ الْأَمِير تنكز وَمثل بَين يَدي السُّلْطَان فأعجب بشكله وَأخذ تنكز يثني عَلَيْهِ بِأَنَّهُ أَمِين مَأْمُون الغائلة. وَكَانَ محيي الدّين بن فضل الله قد ثقل سَمعه فَوَقع اخْتِيَار السُّلْطَان أَن يَنْقُلهُ إِلَى دمشق ويولي بَين يَدَيْهِ عوضه ابْن الشهَاب مَحْمُود فَحدث السُّلْطَان الْأَمِير تنكز فِي ذَلِك فَمَا وَسعه إِلَّا مُوَافقَة غَرَض السُّلْطَان فِيمَا أحب. وَفِيه رسم للأمير تنكز بِالْعودِ إِلَى دمشق فَتوجه من الْقَاهِرَة يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشر شعْبَان. وَفِي يَوْم الْأَحَد عشريه: خلع السُّلْطَان على القَاضِي مكين الدّين بن قزوينة وَاسْتقر فِي نظر الْجَيْش عوضا عَن شرف الدّين مُوسَى بن التَّاج نَاظر الْخَاص وَقد نقل ابْن قزوينة إِلَيْهَا من اسْتِيفَاء الْخَاص وَنظر ديوَان ابْن السُّلْطَان وَنظر ديوَان الْأَمِير بشتاك. وَفِيه أَمر النشو نَاظر الْخَاص وَابْن هِلَال الدولة شاد الدَّوَاوِين بتجهيز السُّلْطَان إِلَى سفر الْحجاز فشرعا فِي طلب العربان وإعداد الإقامات من البقسماط والدقيق وَالشعِير وَغير ذَلِك. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي شعْبَان: استدعى السُّلْطَان الْأَمِير صَلَاح الدّين يُوسُف
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute