للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فعادوا بذلك إِلَى السُّلْطَان وَمَعَهُمْ لُؤْلُؤ مَمْلُوك الْفَخر فَأمره السُّلْطَان أَن يعرفهُ بِمَا لأستاذه من الْأَمْوَال وهدده تهديداً كَبِيرا فالتزم أَنه لَا يخفي شَيْئا. وَنزل لُؤْلُؤ فَكتب عدَّة أوراق اشْتَمَلت على أَصْنَاف من البضائع للتِّجَارَة وعَلى عدد بساتين ودواليب ومعاصر بِأَرْض مصر وضياع بِالشَّام كدمشق وحماة وحلب وغزة والقدس وَغَيرهَا مِنْهَا مَا وَقفه وَمِنْهَا مَا هُوَ غير وقف. فأوقع السُّلْطَان الحوطة على جَمِيع موجوده بديار مصر وَكتب إِلَى نواب الشَّام بِمثل ذَلِك ورسم بيع الْأَصْنَاف فبلغت قيمَة مَا وجد لَهُ ألف ألف دِرْهَم سوى مَا تَركه السُّلْطَان لأولاده. وَكَانَ النشو فِي ابْتِدَاء أمره يتخدم لِابْنِ هِلَال الدولة شاد الدَّوَاوِين ويتردد إِلَيْهِ كثيرا ويبالغ فِي خدمته فاستخدمه ابْن هِلَال الدولة فِي الأشغال وَقدمه إِلَى السُّلْطَان وشكر من كِتَابَته إِلَى أَن استخدمه السُّلْطَان مُسْتَوْفيا فَصَارَ النشو يعد من إنْشَاء ابْن هِلَال الدولة. ثمَّ إِنَّه لما أسلم تسمى بِعَبْد الْوَهَّاب وتلقب بشرف الدّين فعندما اسْتَقر عِنْد الْأَمِير آنوك ابْن السُّلْطَان صَار يَخْلُو بالسلطان ويحادثه فِي أَمر الدولة. وَيكثر من الوقيعة فِي الدَّوَاوِين حَتَّى أثر كَلَامه فِي نفس السُّلْطَان وتصور فِي ذهنه مِنْهُ أَنه يحصل لَهُ مَالا كثيرا فَمَا هُوَ إِلَّا أَن اسْتَقر فِي نظر الْخَاص حَتَّى أَخذ يغري السُّلْطَان بأولاد التَّاج إِسْحَاق حَتَّى غَيره عَلَيْهِم فعزل السُّلْطَان شرف الدّين مُوسَى من نظر الْجَيْش فِي نصف شعْبَان بعد عشْرين يَوْمًا من تَوليته وَولي مكين الدّين إِبْرَاهِيم بن قزوينة عوضه وَأمر بِالْقَبْضِ على شرف الدّين مُوسَى وَعلم الدّين إِبْرَاهِيم وَلَدي التَّاج ومصادرتهما فَقبض عَلَيْهِمَا فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر شعْبَان. وَذَلِكَ أَنه اتّفق أَن السُّلْطَان. استدعى ابْن هِلَال الدولة وَأسر إِلَيْهِ أَن الْأُمَرَاء اذا دخلو إِلَى الْخدمَة وَخَرجُوا يمْضِي وَمَعَهُ الشُّهُود وناظر بَيت المَال ويحاط على بيُوت أَوْلَاد التَّاج إِسْحَاق. فَلَمَّا جلس الْقُضَاة ووقف الْأُمَرَاء وأرباب الدولة بِالْخدمَةِ وَشرف الدّين مُوسَى بن التَّاج إِسْحَاق فيهم - الْتفت السُّلْطَان إِلَى الْقُضَاة وَأخذ فِي الثَّنَاء على شرف الدّين وَقَالَ فِي أخر كَلَامه: أَنا ربيت هَذَا وعملته كاتبي فانفض أهل الْخدمَة وهم يستعظمون هَذَا من السُّلْطَان فِي حق نَاظر الْجَيْش وَحل مُوسَى فِي أَعينهم. فَمَا هُوَ إِلَّا أَن جلس مُوسَى بديوان الْجَيْش من القلعة حَتَّى بلغه أَن الحوطة قد وَقعت على

<<  <  ج: ص:  >  >>