وَفِيه تفاوض شرف الدّين أَبُو بكر مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود كَاتب السِّرّ والأمير صَلَاح الدّين يُوسُف الدوادار حَتَّى توحش مَا بَينهمَا وارتفعا إِلَى السُّلْطَان. فَسَأَلَ كَاتب السِّرّ أَن يعود إِلَى الشَّام فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وَكتب بِطَلَب محيي الدّين يحيى بن فضل الله كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق ليستقر فِي كِتَابَة السِّرّ. وَفِيه قدم الْبَرِيد بِمَوْت قطب الدّين مُوسَى ابْن شيخ السلامية نَاظر الْجَيْش بِدِمَشْق فتروى السُّلْطَان أَيَّامًا فِيمَن يُولى عوضه إِلَى أَن تعين فَخر الدّين مُحَمَّد بن بهاء الدّين عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحلِيّ فَخلع عَلَيْهِ فِي أول صفر وسافر إِلَيْهَا فِي تَاسِع عشر صفر. وَفِي تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة: خلع على الْأَمِير تنكز خلعة السّفر وَتوجه إِلَى دمشق وصحبته ابْن الْحلِيّ نَاظر الْجَيْش وَشرف الدّين بن الشهَاب مَحْمُود كَاتب السِّرّ. وَفِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة: قدم محيي الدّين يحيى بن فصل الله الْعمريّ من دمشق بأولاده فَخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر فِي كِتَابَة السِّرّ عوضا عَن ابْن الشهَاب مَحْمُود وخلع على أَوْلَاده. وَفِيه قدم نَاظر حلب وَعَامة مباشريها فتسلمهم ابْن هِلَال الدولة لعمل الْحساب وَسبب ذَلِك أَنه لما مَاتَ فندش ضَامِن دَار الطّعْم وعداد الأغنام بحلب قَامَ بعده من ضمن الْجِهَتَيْنِ فسعى بدر الدّين لُؤْلُؤ الْحلَبِي مَمْلُوك فندش فِي الضَّمَان فَلم يجب إِلَيْهِ لسوء سيرته فَكتب إِلَى السُّلْطَان بِأَنَّهُ يعين فِي جِهَة مباشري حلب أَمْوَالًا عَظِيمَة أهملوها وصالحوا عَلَيْهَا فطلبوا لذَلِك. وَكَانَ لُؤْلُؤ قد حضر إِلَى الْقَاهِرَة فعينه السُّلْطَان شاد الدَّوَاوِين بحلب فسافر إِلَيْهَا صَحبه الْأَمِير سيف الدّين جركتمر النَّاصِر وَأخذ فِي كشف أَحْوَال المباشرين ومحاققتهم بِنَاء عَن أَمر السُّلْطَان. وَفِيه قدم المخلص أَخُو النشو من كشف الدواليب والزراعات بِالْوَجْهِ القبلي فأغرى النشو السُّلْطَان بمباشري الْوَجْه القبلي وَأَنَّهُمْ فرطوا فِي مباشراتهم وأتلفوا عدَّة أَمْوَال للسُّلْطَان. فَكتب بالحوطة على جَمِيع مباشري الْوَجْه القبلي شاديه وعماله وشهوده والمتحدثين وَحَملهمْ وَحمل الْأَمِير أَحْمَر عينه وإيقاع الحوطة على موجوده كُله وَكَانَ قديم الْمُبَاشرَة فِي الدواليب وَله سَعَادَة جليلة وَحمل عز الدّين أيبك شاد الدواليب وَكَانَ أَيْضا صَاحب أَمْوَال جزيلة فأوقعت الحوطة على أَمْوَال الْجَمِيع وحملوا إِلَى الْقَاهِرَة. وَفِيه طلب النشو تجار الْقَاهِرَة ومصر وَطرح عَلَيْهِم عدَّة أَصْنَاف من الْخشب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute