للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَشهد عَلَيْهِ بهَا. واستؤذن السُّلْطَان عَلَيْهِ فمكن مِنْهُ فترامى على الْأَمِير جنكلي بن البابا والأمير الْحَاج آل ملك والأمير أيدمر الخطير حَتَّى حكم بتوبته وَمنع من الْوَعْظ هُوَ وَالشَّيْخ زكي الدّين إِبْرَاهِيم بن معضاد الجعبري وَجَمَاعَة من الوعاظ. وَفِيه قدم ركب الْحَاج على الْعَادة وأخبروا بِأَن الشريف رميثة كَانَ قد أَقَامَ بِبَطن مر وَأقَام أَخُوهُ الشريف عطيفة بِمَكَّة فتسلط وَلَده مبارك على المجاورين وَأخذ مَال التُّجَّار فَركب إِلَيْهِ رميثة وحاربه فَقتل بَينهم جمَاعَة وفر رميثة ودلك فِي ثامن عشرى رَمَضَان من السّنة الْمَاضِيَة. وفيهَا قبض على الْأَمِير بهادر البدري بِدِمَشْق وَضرب وسجن لجرأته على الْأَمِير قطلوبغا الفخري وعَلى الْأَمِير تنكز نَائِب الشَّام وإفحاشه لَهما. وفيهَا أجدبت زراعة الفول فألزم النشو سماسرة الغلال أَلا يُبَاع الفول إِلَّا للسُّلْطَان فَقَط فتضرر أَرْبَاب الدواليب. وفيهَا صادر النشو جمَاعَة من أَرْبَاب الدواليب بِالْوَجْهِ القبلي وَأخذ من محتسب البهنسا وأخيه مِائَتي ألف دِرْهَم وَألف أردب غلَّة. فرافع ابْن زعازع من أُمَرَاء الصَّعِيد أَوْلَاد قمر الدولة عِنْد النشو فَاقْتضى رَأْيه فصادره ابْن زعازع لِكَثْرَة مَاله وأوقع الحوطة على موجوده وَكتب إِلَى مُتَوَلِّي البهنسا ليعاقبه أَشد الْعقُوبَة. فلف وَالِي البهنسا على أَصَابِعه الخروق وغمسها فِي القطران وأشعل فِيهَا النَّار ثمَّ عراه ولوحه على النَّار حَتَّى أَخذ مِنْهُ مَا قِيمَته ألف ألف وَخَمْسمِائة ألف دِرْهَم وَوجد لَهُ أَرْبَعمِائَة مرجية بِفَرْوٍ وَمِائَة وَعشْرين جَارِيَة وَسِتِّينَ عبدا ثمَّ كتب عَلَيْهِ حجَّة بعد ذَلِك بمبلغ مائَة دِرْهَم وَاحْتج النشو لمصادرته بِأَنَّهُ وجد كنزاً. وفيهَا كتب بِطَلَب الْأَمِير سنجر الْحِمصِي. وفيهَا ارْتَفع سعر اللَّحْم لقلَّة حلب الأغنام حَتَّى أبيع الرطل بدرهم وَربع وَسبب ذَلِك أَن النشو كَانَ يَأْخُذ الْغنم بِنصْف قيمتهَا فَكتب إِلَى نَائِب الشَّام ونائب حلب بجلب الأغنام. ثمَّ إِن النشو أستجد للسواقي الَّتِي بالقلعة أبقاراً وأحضر أبقارها الَّتِي قد ضعفت وعجزت مَعَ الأبقار الَّتِي ضعفت بالدواليب وطرحها على التُّجَّار والباعة بقياسر الْقَاهِرَة ومصر وأسواقها حَتَّى لم يبْق صَاحب حَانُوت حَتَّى خصّه مِنْهَا شَيْء على قدر حَاله فَبلغ كل رَطْل مِنْهَا دِرْهَمَيْنِ وَثلثا ورميت تِلْكَ الأبقار على الطواحين

<<  <  ج: ص:  >  >>