أشهر وَنصف شهر وسافر فِي رَابِع عشر ذِي الْقعدَة وَمن ثَالِث ربيع الآخر سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة لم يحضر من عِنْد أزبك إِلَّا هَذَا. وَفِي سادس عشرى جُمَادَى الْآخِرَة: اسْتَقر بهاء الدّين قراقوش الجيشي فِي ولَايَة البهنساوية عوضا عَن عَليّ بن حسن المرواني. وفيهَا هدمت دَار النِّيَابَة بالقلعة وَهِي الَّتِي عمرت فِي الْأَيَّام المنصورية قلاوون سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وأزيل ألشباك الَّذِي كَانَ يجلس فِيهِ طرنطاي النَّائِب وَذَلِكَ فِي يَوْم الْأَحَد ثامن ربيع الآخر. وفيهَا أغرى النشو السُّلْطَان بالصفي كَاتب الْأَمِير قوصون بِأَنَّهُ يظْهر فِي جِهَته للديوان عَمَّا كَانَ يحضر إِلَيْهِ من أَصْنَاف المتجر أَيَّام مُبَاشَرَته بديوان الْأَمِير قجليس وَهُوَ جملَة كَثِيرَة وَإِن بعض الْكتاب يحاققه على ذَلِك. فَطلب السُّلْطَان الْأَمِير قوصون وَأَغْلظ فِي مخاطبته وَقَالَ: كاتبك يَأْكُل مَالِي وحقوقي وينجوه بك وَذكر لَهُ مَا قَالَ عَنهُ النشو فتخلى عَنهُ قوصون وَلم يساعده. فَأمر السُّلْطَان النشو ولؤلؤاً والمستوفين أَن يمضوا إِلَى عِنْد الْأَمِير قوصون وَمَعَهُمْ الرجل المحاقق للصفي ويطالعوا السُّلْطَان بِمَا يظْهر فَاجْتمعُوا لذَلِك وَقَامَ المرافع للصفي فَلم يظْهر لما ادَّعَاهُ صِحَة. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي رَجَب: قدم الْأَمِير تنكز نَائِب الشَّام وَالسُّلْطَان بسرياقوس فطلع وَهُوَ مَعَه فِي يَوْمه إِلَى القلعة وَهِي القدمة الْحَادِيَة عشرَة وسافر فِي ثَانِي عشريه. وَفِي يَوْم عشريه: عزل شهَاب الدّين بن الأقفهسي وعلاء الدّين الْبُرُلُّسِيّ عَن نظر الدولة وَولي شمس الدّين بن قزوينه النّظر بمفرده وَكَانَ بطالاً ورسم لَهُ أَلا يتَصَرَّف فِي شَيْء إِلَّا بعد مُشَاورَة شرف الدّين النشو نَاظر الْخَاص. وَفِي تَاسِع عشريه: اسْتَقر عَلَاء الدّين بن الكوراني فِي ولَايَة الأشمونين عوضا عَن أبي بكر الردادي نقل إِلَيْهَا من ولَايَة أشموم الرُّمَّان. وفيهَا عدم فرو السنجاب فَلم يقدر على شَيْء مِنْهُ لعدم جلبه. فَأمر النشو بِأخذ مَا على التُّجَّار من الفرجيات المفراة فكبست حوانيت التُّجَّار والبيوت حَتَّى أَخذ مَا على الفرجيات من السنجاب. فَبلغ النشو وُقُوع التُّجَّار فِيهِ ودعاؤهم عَلَيْهِ فسعى عِنْد السُّلْطَان عَلَيْهِم وَنسب جمَاعَة مِنْهُم إِلَى الرِّبَا فِي المقارضات وَأَنَّهُمْ جمعُوا من ذَلِك وَمن الْفَوَائِد على الْأُمَرَاء شَيْئا كثيرا وَأَن عِنْده أَصْنَاف الْخشب وَالْحَدِيد وَغَيره واستأذنه فِي بيعهَا عَلَيْهِم. فَأذن لَهُ السُّلْطَان فَنزل وَطلب تجار الْقَاهِرَة ومصر وَكَثِيرًا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute