للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رابعه وثالث عشرى مسرى: وَفِي وَفَاء النّيل سِتَّة عشر ذِرَاعا وَفتح الخليج من الْغَد على الْعَادة. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشره: قدم أَمِين الدّين من دمشق على الْبَرِيد وطلع إِلَى بَين يَدي السُّلْطَان من الْغَد. وَأَجْلسهُ السُّلْطَان وحادثه وخلع عَلَيْهِ خلعة الوزارة بطرحة خبعة الْقدوم فَنزل أَمِين الدّين إِلَى دَاره وَتردد النَّاس إِلَيْهِ. وَفِيه أفرج عَن الصفي كَاتب الْأَمِير قوصون وأعيدوا إِلَى ديوَان قوصون عوضا عَن عَلَاء الدّين ابْن الْحَرَّانِي. وَفِي هَذِه السّنة: لم يركب السُّلْطَان إِلَى الميدان للعب الأكرة فَإِن الْأُمَرَاء لما تَأَخَّرت عُقُوبَة النشو تنكروا السُّلْطَان وتنكر لَهُم. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشرى ربيع الأول: وجدت ورقة بَين فرش السُّلْطَان فِيهَا: الْمَمْلُوك بيرم الناصح للسُّلْطَان يقبل الأَرْض وَينْهى أنني أكلت رزقك وَأَنت قوام الْمُسلمين وَيجب على كل أحد نصحك وَأَن بشتاك وآقبغا قد اتفقَا على قَتلك مَعَ جمَاعَة من المماليك فاحترس على نَفسك. وَكَانَ الْأَمِير بشتاك فِي هَذَا الْيَوْم قد توجه بكرَة النَّهَار إِلَى جِهَة الصَّعِيد فَطلب السُّلْطَان الْأَمِير قوصون والأمير آقبغا وأوقفهما على الورقة فَكَانَ عقل آقبغا ان يخْتَلط من شدَّة الرعب وَأخذ قوصون يعرف السُّلْطَان أَن هَذَا فعل من يُرِيد التشويش على السُّلْطَان وتغيير خاطره على مماليكه. فَأخْرج السُّلْطَان الْبَرِيد فِي الْحَال لرد الْأَمِير بشتاك فأدركه بإطفيح وَقد مد سماطه فَقَامَ وَلم يمد يَده إِلَى شَيْء مِنْهُ وجد فِي سيره حَتَّى دخل على السُّلْطَان. فأوقفه السُّلْطَان على الورقة فتنصل مِمَّا رمي بِهِ كَمَا تنصل آقبعا واستسلم وَقَالَ: هَذِه نَفسِي وَمَالِي بَين يَدي السُّلْطَان وَإِنَّمَا حمل من رماني بذلك الْحَسَد على قربي من السُّلْطَان وعظيمم إحسانه إِلَيّ وَنَحْو هَذَا حَتَّى رق لَهُ السُّلْطَان وَأمره أَن يعود إِلَى طلبه وَيتَوَجَّهُ إِلَى جِهَة قَصده فَسَار. ثمَّ طلب السُّلْطَان ديوَان الْجَيْش ورسم لَهُ أَن يكْتب كل من اسْمه بيرم ويحضره إِلَى الْأَمِير آقبغا. فارتجت القلعة والقاهرة لطلب الْمَذْكُورين وعرضهم وتهديدهم وَأخذ

<<  <  ج: ص:  >  >>