للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ الجاولي: حاشا لله أَن يَبْدُو من مماليك السُّلْطَان شَيْء من هَذَا غير أَن علم مَوْلَانَا السُّلْطَان مُحِيط بِأَن ملك الْخُلَفَاء مَا زَالَ إِلَّا بِسَبَب الْكتاب وغالب السلاطين مَا دخل عَلَيْهِم الدخيل إِلَّا من جِهَة الوزراء. ومولانا السُّلْطَان مَا يحْتَاج فِي هَذَا إِلَى أَن يعرفهُ أحد بِمَا جرى لَهُم وَمن الْمصلحَة قتل هَذَا الْكَلْب وإراحة النَّاس مِنْهُ فوافقه الْجَمِيع على ذَلِك. فَضرب فِي هَذَا الْيَوْم المخلص أَخُو النشو بالمقارع مَعَ لَيْلَة الْجُمُعَة حَتَّى هلك يَوْم الْجُمُعَة الْعَصْر وَدفن بمقابر الْيَهُود ثمَّ مَاتَت أمه عَقِيبه. وَقتل بعْدهَا ولي الدولة عَامل المتجر وَرمي إِلَى الْكلاب. هَذَا والعقوبة تتنوع للنشو حَتَّى هلك فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي ربيع الآخر فَوجدَ بِغَيْر ختان. وَكتب بِهِ محْضر وَدفن فِي مَقَابِر الْيَهُود بكفن قِيمَته أَرْبَعَة دَرَاهِم ووكل بقبره من يَحْرُسهُ مُدَّة أُسْبُوع خوفًا من الْعَامَّة أَن تخرجه وتحرقه. فَكَانَت مُدَّة ولَايَته وجوره سبع سِنِين وَسَبْعَة أشهر. ثمَّ أحضر ولي الدولة صهر النشو ليعاقب وَهُوَ بِخِلَاف ولي الدولة عَامل المتجر الَّذِي تقدم فَدلَّ على ذخائر للنشو مَا بَين ذهب وأواني فِي صندوق كَبِير. وَطلبت جمَاعَة بِسَبَب ودائع اتهموا بهَا عِنْدهم للنشو وَشَمل الضَّرَر غير وَاحِد مِنْهُم. وَكَانَ مَوْجُود النشو سوى الصندوق الْمَذْكُور شَيْئا كثيرا وَعمل لمبيعه تسع وَعِشْرُونَ حَلقَة أَخّرهَا حَلقَة لَا يُوجد لَهَا مثل إِذْ بلغت خمْسا وَسبعين ألف دِرْهَم فَكَانَ جملَة مَا أَخذ مِنْهُ سوى الصندوق نَحْو مِائَتي ألف دِينَار. وَوجد لوَلِيّ الدولة عَامل المتجر مَا قِيمَته خَمْسُونَ ألف دِينَار ولولي الدولة صهر النشو زِيَادَة على ثَمَانِينَ ألف دِينَار وبيعت للنشو دور بِمِائَة ألف دِرْهَم ثمَّ ركب الْأَمِير آقبغا إِلَى دور أل النشو بالمصاصة من مصر وَمَعَهُ الْأسر وخربها كلهَا حَتَّى سوى بهَا الأَرْض وحرثها بالمحاريث فِي طلب الخبايا وحملت أنقاضها ورخامها فَلم يُوجد بهَا من الخبايا إِلَّا الْقَلِيل. وَفِي ثَالِث عشره: أفرج عَن القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن يحيي بن فضل الله الْعمريّ من سجنه بقلعة الْجَبَل بَعْدَمَا أَقَامَ مسجوناً سَبْعَة أشهر وَثَمَانِية عشر يَوْمًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>