وَفِيه قدم أَبُو بكر ابْن السُّلْطَان من الكرك باستدعاء وَمَعَهُ هَدِيَّة قيمتهَا نَحْو مِائَتي ألف دِرْهَم بعد مَا أَخذ أَمْوَال النَّاس بهَا على سَبِيل الْقَرْض وَكَانَ يقتل من يمْتَنع عَلَيْهِ ويصادره فَمَاتَ جمَاعَة من النَّاس تَحت الْعقُوبَة. وَفِيه توجه جمال الدّين الكفاة نَاظر الْخَاص إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وأوقع الحوطة على دور بيبرس الجمدار الركني نَائِب الْإسْكَنْدَريَّة بعد مَوته فَوجدَ لَهُ عدَّة دور وحوانيت وَعشْرين بستاناً بَاعهَا بِخَمْسِمِائَة ألف وَسِتِّينَ ألف دِرْهَم وَعَاد. وفيهَا قوى المَاء على الجسر الَّذِي استجده السُّلْطَان بِنَاحِيَة شيبين وَصَارَت الْبِلَاد الواطئة تستبحر. فَاقْتضى رَأْي السُّلْطَان عمل زريبة كالجسر ترد قُوَّة المَاء فندب لعملها الْأَمِير بيبغا حارس الطير. وَفرض السُّلْطَان لذَلِك على الْبِلَاد عَن كل دِينَار ثمن دِرْهَم فجبي نَحْو أَرْبَعمِائَة ألف دِرْهَم. وجمعت البناة والفعلة وعملت أقمنة الجير والجبس والطوب حَتَّى تمت الزريبة فِي طول زِيَادَة على ثَلَاثِينَ آلف قَصَبَة. فَعظم النَّفْع بهَا وَشَمل الرّيّ عدَّة أراض مَا كَانَت تروى قبل ذَلِك إِلَّا فِي الأنيال الْعَالِيَة وَزَاد ارْتِفَاع النواحي بري الْأَرَاضِي. وَبَطل سد بَحر أبي المنجا وَتَأَخر فَتحه بعد أَوَانه بِعشْرَة أَيَّام وَقَامَ مقَامه سد قناطر شيبين وَبَطل مَا كَانَ من ركُوب النَّاس وفرجهم فِي فتح أبي المنجا وأراح الله تَعَالَى مِمَّا كَانَ يعْمل فِيهِ يَوْم فَتحه من الْمُنْكَرَات وَفِيه توجه الْأَمِير بشتاك بآنوك وَأبي بكر وَلَدي السُّلْطَان إِلَى العباسة وَحضر بهما بعد أَيَّام. ثمَّ توجه الْأَمِير يلبغا اليحياوي والأمير بشتاك بطيور السُّلْطَان إِلَى الْبحيرَة وصحبة يلبغا عشرَة أُمَرَاء طبلخاناه. فَدَخَلُوا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَقد تقدمهم جمال الكفاة إِلَيْهَا وجهز لَهُم الإقامات والتعابي والإنعامات فأقاموا ثَلَاثَة أَيَّام وعادوا. فأنعم السُّلْطَان على يلبغا يَوْم وُصُوله بِنَاحِيَة سوهاي من الصَّعِيد وعبرتها خَمْسَة عشر ألف دِينَار وَكتب بتمكين أهل الاسكندرية من فتح دكاكين الرُّمَاة على الْعَادة والإفراج لَهُم عَن السِّلَاح وَذَلِكَ بشفاعة يلبغا. وَفِيه قدم الْبَرِيد بِمَوْت الْأَمِير طقتمر الخازن نَائِب قلعة حلب وَأَنه وجد لَهُ عشرَة أُلَّاف دِينَار وَمِائَة وَسِتُّونَ ألف دِرْهَم. وفيهَا توقفت الْأَحْوَال بِسَبَب صرف الذَّهَب وَعدم وجود الْفضة من بَين النَّاس فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute