للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دَاخل القيسارية فَكَانَ مِنْهَا الْحَرِيق الثَّانِي وَأَن الراهبين الْمَذْكُورين خرجا بعد ذَلِك بكتب الْجَمَاعَة إِلَى بيروت حَتَّى سيرهم الْعَامِل بهَا فِي مركب إِلَى قبرص وأرخ الْمحْضر بعشرى ذِي الْقعدَة وَحمل إِلَى السُّلْطَان. ثمَّ سمر الْجَمَاعَة فِي يَوْم السبت ثَانِي عشرى ذِي الْقعدَة بَعْدَمَا عوقبوا عقوبات عَظِيمَة وعددهم أحد عشر رجلا: وهم المكين يُوسُف بن مجلي عَامل الْجَيْش وَأَخُوهُ والمكين جرجس كَاتب الحوطات والمكين كَاتب بهادر آص وسمعان وَأَخُوهُ بِشَارَة والرشيد سَلامَة بن سُلَيْمَان كَاتب سنجر البشمقدار وَالْعلم عَامل بيروت والجرائحي وجزاران نصرانيان وشخص يعرف بسبيل الله وَكَانَ هَذَا الرجل بِالْقَاهِرَةِ سنة خمس وَعشْرين بزِي غَرِيب يلبس جلدا وَيحمل على كتفه زيراً نُحَاسا أندلسياً وَبِيَدِهِ شربات كَذَلِك وَيَقُول بِلِسَان غتمي: سَبِيل الله ويسقي النَّاس بِغَيْر جعل فَمن النَّاس من اعتقده وَمِنْهُم من اتهمَ أَنه جاسوس ثمَّ خرج هَذَا الرجل حَاجا وَقدم دمشق وَأقَام بهَا يسْقِي المَاء حَتَّى دخل مَعَ النَّصَارَى فِيمَا قَامُوا فِيهِ من أَمر الْحَرِيق وَلما سمروا وسطوا بعد يَوْمَيْنِ وَوجد لَهُم مَا ينيف على آلف دِرْهَم أنْفق مِنْهَا فِي عمَارَة مَنَارَة الْجَامِع والدهشة. فَكتب السُّلْطَان إِلَى تنكز يُنكر عَلَيْهِ قتل النَّصَارَى وَأَن فِي ذَلِك إغراء لأهل الْقُسْطَنْطِينِيَّة بِمن يرد إِلَيْهِم من التُّجَّار الْمُسلمين وقتلهم وَيَأْمُر بِحمْل مَا وجد من المَاء وَأَن يُجهز بَنَاته اللَّاتِي عقد لأَوْلَاد السُّلْطَان عَلَيْهِنَّ. فَأجَاب تنكز بالاعتذار عَن تجهيز بَنَاته بِمَا شغله من عمَارَة مَا أحرق وَأَن المَال الَّذِي وجد لِلنَّصَارَى قد جعله لعمارة الْجَامِع وجهر قرمجي بذلك فَلم يرض السُّلْطَان وَتغَير

<<  <  ج: ص:  >  >>