فَاشْهَدُوا عَليّ بولايته. ورتب لَهُ السُّلْطَان مَا جرت بِهِ الْعَادة وَهُوَ ثَلَاثَة آلَاف وَخَمْسمِائة وَسِتُّونَ درهما وَتِسْعَة عشر أردب شَعِيرًا فِي كل شهر فَلم يُعَارضهُ أحد. وخطب لَهُ فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس ذِي الْقعدَة. ولقب بالواثق بِاللَّه أبي اسحاق فَكَانَت الْعَامَّة تسميه المستعطي فَإِنَّهُ كَانَ يستعطى من النَّاس مَا يُنْفِقهُ وَشهر بارتكاب أُمُور غير مرضية. وفيهَا اسْتَقر فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن الْفَخر خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الرَّسْعَنِي عوضا عَن زين عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْحَاكِم البلفيائي. وفيهَا اسْتَقر نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الصاحب شرف الدّين يشوب بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْمَعَالِي الْحلَبِي فِي كِتَابَة السِّرّ بحلب عوضا عَن شهَاب الدّين أَحْمد بن القطب الْمصْرِيّ. وفيهَا اسْتَقر الشَّيْخ حسن الْكَبِير بن الْأَمِير حُسَيْن بن آقبفا بن أيدكين وَهُوَ سبط القان أرغون بن أبغا بن هولاكو فِي مملكة بَغْدَاد قدم إِلَيْهَا من خُرَاسَان وَكَانَ الشَّيْخ حسن الصَّغِير بن دمرداش إِذْ ذَاك حَاكم توريز. وَكَانَ قاع النّيل فِي هَذِه السّنة أَرْبَعَة أَذْرع وَخَمْسَة أَصَابِع وانتهت زِيَادَته إِلَى سَبْعَة عشر ذِرَاعا وَتِسْعَة عشر أصبعاً. وَمَات فِيهَا من الْأَعْيَان شهَاب الدّين أَحْمد بن عِيسَى بن جَعْفَر الأرمنتي الْمصْرِيّ عرف بِابْن الْكَمَال فِي جُمَادَى الأولى سمع من الأبرقوهي وَكَانَ ثِقَة. وَتُوفِّي الشَّيْخ مجد الدّين أَبُو بكر بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْعَزِيز الزنكلوني الشَّافِعِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع ربيع الأول وَله شرح التَّنْبِيه فِي الْفِقْه وَغَيره وَولي مشيخة خانكاه بيبرس. وَتُوفِّي الْخَلِيفَة المستكفي بِاللَّه أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان ابْن الْخَلِيفَة الْحَاكِم بأمرالله أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحسن بن أبي بكر بن أبي عَليّ بن الْحسن العباسي بِمَدِينَة قوص عَن سِتّ وَخمسين سنة وَسِتَّة أشهر وَأحد عشر يَوْمًا وَفِي خَامِس شعْبَان وَكَانَت خِلَافَته تسعا وَثَلَاثِينَ سنة وشهرين وَثَلَاثَة عشر يَوْمًا وَكَانَ حشماً كَرِيمًا فَاضلا.