للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من الثِّيَاب الصُّوف وَمن النصافي مَا لَا ينْحَصر وظفر الْأَمِير بشتاك بجوهر لَهُ ثمين اخْتصَّ بِهِ. وحملت حرمه وَأَوْلَاده إِلَى مصر صُحْبَة الْأَمِير بيغرا بَعْدَمَا أَخذ. لَهُم من الْجَوْهَر واللؤلؤ والزركش شَيْء كثير. وَوجد لألجيبغا العادلي مبلغ مائَة وَعشْرين ألف دِرْهَم وَألف ومائتي دِينَار وأصناف كَثِيرَة فبلغت تركته سِتّمائَة ألف دِرْهَم. وَلم يُؤْخَذ لصاروجا غير أَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم وصودر جمَاعه من ألزام تنكز فَأخذ مِنْهُم نَحْو الألفي ألف دِرْهَم. ثمَّ توجه الْأَمِير بشتاك من دمشق وَقدم قلعه الْجَبَل فَخلع عَلَيْهِ وَأكْرم إِكْرَاما زَائِدا. ثمَّ قدم الْأَمِير قطلوبغا الفخري باستدعاء فَخلع عَلَيْهِ وأنعم عَلَيْهِ بتقدمة ألف ثمَّ قدم الْأَمِير وخلع على الْأَمِير مَسْعُود بن خطير الْحَاجِب بنيابة غَزَّة وأنعم على برسبغا بتقدمته وحجوبيته وَكتب بِحُضُور طرغاي من حلب. وفيهَا اسْتَقر الْأَمِير أرقطاي فِي نِيَابَة طرابلس عوضا عَن طينال وَأقَام طينال بِدِمَشْق. وفيهَا اسْتَقر الْأَمِير أقسنقر السلاري فِي نِيَابَة صفد عوضا عَن الْأَمِير طشتمر. وَلما قدم حَرِيم تنكز أنزلوا فِي دَاره بِخَط الكافوري وَكَانَ قد أخرج جمال الكفاة نَاظر الْخَاص مِنْهَا حواصل جليلة مَا بَين أواني صيني ومسك وعود وَغير ذَلِك أَقَامَ فِي بَيْعه مُدَّة أَرْبَعَة أشهر وَبَلغت قيمتهَا نَحْو ثَمَانِينَ ألف دِرْهَم وَألْفي دِينَار سوى مَا أنعم بِهِ على الْأُمَرَاء. وَوجد لتنكز بقلعة جعبر مبلغ ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَثَلَاثِينَ حمل سلَاح وَوجد لَهُ حَاصِل سروج ولجم وسلاسل ذهب وَفِضة وعدة سلَاح بِمَا ينيف على مائَة ألف دِينَار وقومت أملاكه بِمَا ينيف على مائَة ألف دِينَار. وَكَانَ لتغير السُّلْطَان على تنكز أَسبَاب: مِنْهَا أَنه كتب يسْتَأْذن فِي سيره إِلَى نَاحيَة جعبر فَمَنعه السُّلْطَان من ذَلِك لما فِي تِلْكَ الْبِلَاد من الغلاء وألح تنكز فِي الطّلب وَالْجَوَاب يرد بِمَنْعه حَتَّى حنق من السُّلْطَان وَقَالَ: وَالله لقد تغير عقل أستاذنا وَصَارَ يسمع من الصّبيان الَّذين حوله وَوَاللَّه لَو سمع مني لَكُنْت أُشير عَلَيْهِ بِأَن يُقيم أحد أَوْلَاده وأقوم أَنا بتدبير أمره وَيبقى هُوَ وَاتفقَ أَن أرتنا نَائِب الرّوم بعث رَسُولا إِلَى السُّلْطَان بكتابه وَلم يكْتب مَعَه كتابا إِلَى تنكز فخنق تنكز لعدم مُكَاتبَته ورد رَسُوله من دمشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>