للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مثالات المماليك السُّلْطَانِيَّة أَرْبَاب الجوامك. وَعرض برسبغا بَقِيَّة الأجناد بالقلعة وفتش عَن ثِيَابهمْ الَّتِي هِيَ عَلَيْهِم وَقد كتبت أوراق بأرباب المرتبات الَّذين على مَدِينَة بلبيس وبساتينها وحوانيتها وأوراق بمتحصل المعادي ببولاق وأوراق بجهات النطرون وأوراق بأسماء الأجناد المقطعين على الحكورة. فرسم السُّلْطَان أَن يوفر الْجَمِيع وَأَن يُؤْخَذ من الْجند الْمُقطعَة على الحكر أخبارهم وينعم بهَا على الْأَمِير ألطنبغا المارديني ليَكُون وَقفا على جَامعه خَارج بَاب زويلة وعَلى الْأَمِير بشتاك ليَكُون وَقفا على جَامعه المطل على بركَة الْفِيل. فَلَمَّا تمّ عرض الأجناد قطع السُّلْطَان مِنْهُم الزمنى والعميان والضعفاء وأرباب العاهات وَفرق إقطاعاتهم على المماليك السُّلْطَانِيَّة وَأخرج بَعْضهَا للوافدية الَّذين يفدون من الْبِلَاد فَكَانَت مُدَّة الْعرض شَهْرَيْن أَولهَا مستهل رَمَضَان وأخرها سلخ شَوَّال. وَكتب إِلَى الْأَعْمَال بِحمْل مَا توفر عَن الأجناد من الإقطاعات لبيت المَال. وَفِيه كتبت أوراق بأسماء المجردين إِلَى بِلَاد الشرق: وهم الْأَمِير برسبغا الْحَاجِب والأمير كوكاي السِّلَاح دَار والأمير طوغاي الجاشنكير والأمير قماري أَمِير شكار وَمَعَهُمْ جمَاعَة كَثِيرَة ورسم أَن يكون خرجهم إِلَى توريز فِي نصف ذِي الْحجَّة. فَاشْتَدَّ ذَلِك على النَّاس وَكثر الدُّعَاء على السُّلْطَان بِسَبَب قطع أرزاق الْجند. وَفِيه كتب بتجهيز عَسَاكِر دمشق وحلب وَغَيرهمَا للتجريدة إِلَى توريز صُحْبَة الْأَمِير طشتمر نَائِب حلب وَيكون مَعَه عَامَّة أُمَرَاء التركمان والعربان. فتجهز الْأُمَرَاء والأجناد بمماليك الشَّام وبرز نَائِب حلب بمخيمه إِلَى ظَاهر الْمَدِينَة وَأقَام ينْتَظر قدوم عَسَاكِر مصر. فَأصْبح السُّلْطَان فِي مستهل ذِي الْحجَّة وَبِه وعك من قرف حدث عَنهُ إسهال لزم مِنْهُ الْفراش خَمْسَة أَيَّام فَتصدق بِمَال جزيل وَأَفْرج عَن المسجونين بسجن الْقُضَاة والولاة بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَسَائِر الْأَعْمَال. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادسه: قدم برهشين بن طغاي بن سونتاي وَإِبْرَاهِيم شاه ابْن أخي الشَّيْخ حسن الْكَبِير، فِي مِائَتي فار، فأنزلوا بالميدان، وأجريت لَهُم الرَّوَاتِب السّنيَّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>