للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ أحضروا بَين يَدي السُّلْطَان فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامنه وَفِيهِمْ قَاضِي بَغْدَاد وقاضي الْموصل وقاضي ديار بكر فقدموا كتاب طغاي وَكتاب الشَّيْخ حسن الْكَبِير ونسخة أيمانهما وأيمان عَامَّة أهل بِلَادهمْ من الْأُمَرَاء والأجناد وأرباب المعايش بِطَاعَة السُّلْطَان وَأَنَّهُمْ من جنده ومقاتلة من عَادَاهُ وَقدمُوا الْخطْبَة الَّتِي خطب بهَا للسُّلْطَان فِي بَغْدَاد والموصل وديار بكر. فقرئ ذَلِك كُله على السُّلْطَان فعرفهم السُّلْطَان أَنه رسم بتجهيز الْعَسْكَر إِلَيْهِم وَبعد عشرَة أَيَّام يسْتَقلّ بِالسَّفرِ نَحْو بِلَادهمْ ثمَّ خلع السُّلْطَان على الْجَمِيع ورسم لنقيب الْجَيْش باستعجال الْأُمَرَاء والأجناد فِي الْحَرَكَة للسَّفر فشرعوا فِي تجهيز أَمرهم. وَكَانَت الْأَحْوَال متوقفة لقلَّة وجود الدَّرَاهِم ورد الباعة من التُّجَّار والمتعيشين الذَّهَب لغلو صرفه فشق ذَلِك على النَّاس مشقه زَائِدَة. وَفِيه قوي الإسهال بالسلطان وَمنع الْأُمَرَاء من الدُّخُول إِلَيْهِ فَكَانُوا إِذا طلعوا إِلَى الْخدمَة خرج لَهُم السَّلَام من أَمِير جندار عَن السُّلْطَان فانصرفوا. وَكثر الْكَلَام إِلَى يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عشر فخف عَن السُّلْطَان الإسهال فَجَلَسَ للْخدمَة وطلع لِلْأُمَرَاءِ وَوَجهه متغير. فَلَمَّا انْقَضتْ الْخدمَة نُودي بزينة الْقَاهِرَة ومصر وجمعت أَرْبَاب الملاهي بالقلعه وَجمع الْخبز وَقَامَ الْأُمَرَاء بِعَمَل الولائم والأفراح سُرُورًا بعافية السُّلْطَان وَعمل الْأَمِير ملكتمر الْحِجَازِي نفطاً كثيرا فِي سوق الْخَيل تَحت القلعة وَالسُّلْطَان قَاعد لنظره فَاجْتمع النَّاس من كل جِهَة لرويته. وقدمت عربان الشرقية بخيولها وقبابها المحمولة على الْجمال ولعبوا بِالرِّمَاحِ تَحت القلعة. وَخرجت الركابة والكلابزية وَطَائِفَة العتالين والحجارين إِلَى سوق الْخَيل للعب ثمَّ داروا على بيُوت الْأُمَرَاء وَأخذُوا الْخلْع هم والطبلكية فَحصل لَهُم شَيْء كثير جدا بِحَيْثُ جَاءَ نصيب مهتار الطبلخاناه مَا قِيمَته ثَمَانُون ألف دِرْهَم وَحصل لأرباب الملاهي مَالا ينْحَصر. وَفِيه رسم بِعرْض الْجند المجردين فِي غَد فطلعوا إِلَى القلعة. وَبينا هم فِي انْتِظَار الْعرض إِذْ قدم إِدْرِيس القاصد صُحْبَة مَمْلُوك صَاحب ماردين بكتابه يتَضَمَّن أَن أَوْلَاد دمرداش لما بَلغهُمْ طلب الشَّيْخ حسن الْكَبِير وطغاي بن سونتاي من السُّلْطَان أَن يُجهز

<<  <  ج: ص:  >  >>