للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَهُم عسكراً ليَأْخُذ الْبِلَاد وأنهما حلفا لَهُ وحلفاً أهل الْبِلَاد وخطباً باسمه على مَنَابِر بَغْدَاد والموصل ركبُوا إِلَى محاربتهما فَطلب مِنْهُم الشَّيْخ حسن الْكَبِير الصُّلْح وَحلف لَهُم وَسَار إِلَيْهَا طَائِعا فأكرموه وَكَتَبُوا لطغاي بن سونتاي أَمَانًا وَاتَّفَقُوا على أَن يعدوا الْفُرَات إِلَى الشَّام. وَأَشَارَ صَاحب ماردين أَلا تخرج التجريدة إِلَى توريز فَإِنَّهُ لَيْسَ لسيرها فَائِدَة. فتفرقت الأجناد من القلعة بِغَيْر عرض وَبعث السُّلْطَان من ليلته بِجَوَاب صَاحب ماردين وَاقْتضى رَأْيه فالما كَانَ نصف لَيْلَة: الْعِيد هبت ريح عَاصِفَة أَلْقَت الزِّينَة ثمَّ أمْطرت مَطَرا عَظِيما أتلف كثيرا من الزِّينَة. وَكَانَت عَامَّة بِبِلَاد الشرقية والغربية والمنوفية وَنزل بِتِلْكَ الْأَعْمَال برد كبار قتل من الْغنم والدجاج كثيرا وَتَلفت غلال كَثِيرَة كَانَت بالأجران فَإِنَّهُ كَانَ فِي شهر بشنس. وَأصْبح يَوْم الْأَحَد: يَوْم الْعِيد وَقد اجْتمع الْأَمر لخُرُوج السُّلْطَان إِلَى صَلَاة الْعِيد وَقد قوي بِهِ الإسهال وَأجْمع رَأْيه على أَلا يشْهد صَلَاة الْعِيد فمازال بِهِ الْأَمِير قوصون والأمير بشتاك حَتَّى ركب وَنزل إِلَى الميدان. وَأمر السُّلْطَان قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين عز الدّين عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة أَن يوجز فِي خطته مِمَّا هُوَ إِلَّا أَن صلى السُّلْطَان وَجلسَ لسَمَاع الْخطْبَة تحرّك بَاطِنه فَقَامَ وَركب إِلَى الفصر وَأقَام يَوْمه. ثمَّ قدم الْبَرِيد من حلب بِصِحَّة الْخَبَر بصلح الشَّيْخ حسن الْكَبِير وطغاي مَعَ أَوْلَاد دمرداش فانزعج السُّلْطَان لذَلِك انزعاجاً شَدِيدا واضطرب مزاجه فَحدث لَهُ إسهال دموي. وَأصْبح يَوْم الْإِثْنَيْنِ: وَقد منع النَّاس من الِاجْتِمَاع بِهِ ثمَّ أشاع الْأَمِير قوصون والأمير بشتاك أَن السُّلْطَان قد أعفى الأجناد من التجريدة إِلَى توريز وَنُودِيَ بذلك فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشره ففرح النَّاس فَرحا زَائِدا إِلَّا أَنه انْتَشَر بَين النَّاس أَن السُّلْطَان انتكس فساءهم ذَلِك. وَأخذ الْأُمَرَاء فِي إِنْزَال حرمهم وَأَمْوَالهمْ من القلعة حَيْثُ سكنهم إِلَى الْقَاهِرَة فارتجت الْمَدِينَة وَمَاجَتْ بِأَهْلِهَا. واستعد الْأُمَرَاء لاسيما قوصون وبشتاك فَإِن كلا مِنْهُم أحترز من الآخر وَجمع عَلَيْهِ أَصْحَابه وَأَكْثرُوا من شِرَاء الأزيار والدنان وملأوها مَاء وأخرجوا الْقرب والروايا والأحواض وحملوا إِلَيْهِم البشماط والرقاق والدقيق والقمح وَالشعِير خوفًا من وُقُوع

<<  <  ج: ص:  >  >>