للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَأْي الْمُلُوك فِيهِ وَيَقُول إِذا عرض لَهُ بِشَيْء من ذَلِك وَبَقِي يبلغ الْمَمْلُوك قَصده من أستاذه أَو أستاذه مِنْهُ إِذا فعل مَعَه هَذَا بل إِذا رَأْي الْمَمْلُوك سَعَادَة تملأ عينه وَقَلبه نسي بِلَاده وَرغب فِي أستاذه. فَأكْثر التُّجَّار من جلب الممالليك إِلَيْهِ فطار فِي الْبِلَاد فعل السُّلْطَان مَعَهم فَأعْطى الْمغل أَوْلَادهم وبناتهم وأقاربهم للتجار وباعوهم مِنْهُم رَغْبَة فِي سَعَادَة مصر فَبلغ مِمَّن الْمَمْلُوك على التَّاجِر مَا بَين عشْرين ألف دِرْهَم إِلَى ثلالين ألف دِرْهَم إِلَى أَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم ففسد بذلك حَال الْمغل فِيمَا بَينهم وَقدمُوا إِلَى مصر. فَكَانَ السُّلْطَان يدْفع فِي الْمَمْلُوك للتاجر الْمِائَة ألف دِرْهَم فَمَا دونهَا واقتدي بِهِ الْأُمَرَاء فِي ذَلِك حَتَّى إِن بعض أمرائه كَانَ لَهُ مَمْلُوك حظي كَانَ لَهُ فِي كل يَوْم ثَمَانُون عليقة وَكَانَ لأمير أخر مَمْلُوك حظي لَهُ فِي كل يَوْم أَرْبَعُونَ عليقة. وَكَانَ فِي الْأُمَرَاء من يبلغ خَاصَّة فِي كل سنة زِيَادَة على مِائَتي ألف دِينَار مثل بكتمر وقوصون وبشتاك وَمن عداهم يزِيد خاصه على مائَة ألف دِينَار فِي السّنة وَمِنْهُم من ينقص عَن دلك. وشغف السُّلْطَان النَّاصِر أَيْضا بِالْخَيْلِ فجلبت لَهُ من الْبِلَاد لاسيما خُيُول الْعَرَب آل مِنْهَا وَآل فضل فَإِنَّهُ كَانَ يقدمهَا على غَيرهَا وَلِهَذَا كَانَ السُّلْطَان يكرم الْعَرَب ويبذل لَهُم الرغائب فِي خيولهم ويتغالى فِي أثمانها. وَكَانَ إِذا سمع العربان بفرس عِنْد بدوي أخدوها مِنْهُ بأغلى الْقيم وَأخذُوا من السُّلْطَان مثلى مَا دفعوه فِيهَا. وَكَانَ لَهُ فِي كل طَائِفَة من طوائف الْعَرَب عين يدله على من عِنْده مِنْهُم الْفرس السَّابِق أَو الْأَصِيل حَتَّى يَأْخُذهَا بِأَكْثَرَ مِمَّا فِي نفس صَاحبهَا من الثّمن. فتمكنت مِنْهُ بذلك العربان ونالوا الْمنزلَة الْعلية وحظوا بأنواع السعادات فِي أَيَّامه. وَكَانَ يكره خُيُول برقة فَلَا يَأْخُذ مِنْهَا إِلَّا مَا بلغ الْغَايَة فِي الْجَوْدَة وَمَا عدا ذَلِك مِنْهَا إِذا حملت إِلَيْهِ فرقه بِخِلَاف خُيُول الْعَرَب آل مهنا وَآل فضل فَإِنَّهُ كَانَ لَا يسمح بهَا إِلَّا للخاصكية. وَكَانَت لَهُ معرفَة بِالْخَيْلِ وأنسابها وَذكر من أحضرها ومبلغ ثمنهَا بِحَيْثُ يفوق فِيهَا من عداهُ. وَكَانَ إِذا استدعى بفرس يَقُول لأمير أخور: هَات الْفرس الْفُلَانِيَّة الَّتِي أحضرها فلَان واشتريناها بِكَذَا وَكَذَا. وَلما اشتهرت رغبته فِيهَا بَين الْعَرَب جلبت لَهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>